خاص|| أثر برس في الوقت الذي حسمت فيه مسألة عودة حركة “حما.س” إلى دمشق بعد انقطاع دام لأكثر من 10 سنوات، لا تزال هناك تساؤلات حول مستوى الدعم الذي ستتلقاه الحركة داخل سوريا، خاصة أنّها قبل عام 2012، كانت تحظى بمكانة بارزة على اعتبارها جزء من محور المقاومة.
وفي هذا الصدد أكدت مصادر مطّلعة لـ”أثر” أن “حماس” لن تحظى بالمكانة نفسها التي كانت تحظى بها قبل عام 2012، حيث قالت: “لن يكون لحماس اليوم المكانة نفسها، لأنّ خروجها من دمشق كان خطأً فادحاً ارتكبته حينها عندما انجرّت وراء الإيديولوجيا على حساب القضية الفلسطينية”.
وبيّنت المصادر أن ثوابت الحكومة السورية تجاه حركة “حماس” تتمحور ضمن فكرة دعم المقاومة، و”حماس” جزء من هذا المحور، لافتة إلى أن الحركة قبل خروجها من سوريا كانت تحظى بمكانة خاصّة فيها.
وأوضحت المصادر أن “عودة حماس إلى سوريا لا تعني أنها ستعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2012، هذا شبه مستحيل”، مرجّحة احتمالية أن يكون للحركة مكتب خاص في دمشق كغيرها من فصائل المقاومة الأخرى، وربما تعمل ضمن نطاق حركة “الجهاد الإسلامي”.
كما أشارت مصادر “أثر” إلى أن أحد أهم الأسباب التي تمنع عودة مكانة “حماس” في سوريا إلى ما قبل عام 2012 هو أن “موقف حماس من الحرب السورية لم يكن خطأ بحق سوريا وحدها، وإنما خطأ بحق القضية الفلسطينية بصورتها الكليّة، فـ”حماس” كانت في دمشق على بعد 90 كم من الأراضي المحتلة وتركت سوريا وذهبت إلى قطر والسعودية متجاهلة العامل الجغرافي الذي يعد الركيزة الأساسية لمحور المقاومة”.
إنهاء حالة التشرذم بين الفصائل الفلسطينية:
ثمّة تحليلات عدّة حاولت تفسير أهداف دمشق من إعادة استقبال قيادة الحركة، حيث رأت أوساط إعلامية أنّ غاية دمشق هو إعادة “حماس” إلى محور المقاومة على اعتبار أنها فصيّل مقاوم يتفق مع دول المحور باتجاه واحد وهو القضية الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي، وهنا تؤكد مصادر “أثر” أن “هدف سوريا من إعادة احتضان حركة حماس، هو الحفاظ على نهجها الثابت في دعم حركات المقاومة دون تفريق بينها، والسعي لإنهاء حالة التشرذم بين الفصائل الفلسطينية باعتبار أن ما حصل خلال السنوات الماضية ضمن الفصائل أضعف القضية الفلسطينية”، مشيرةً إلى أنه “رغم كل ما حصل، دمشق لم تقطع الدعم عن الفصائل الفلسطينية في لبنان وفلسطين والعراق، وهذا أمر تعرفه العديد من قيادات الفصائل عموماً وفي فلسطين خصوصاً، رغم أنّه في ذلك الوقت، كانت بعض قيادات حماس تتبرج في القصور القطرية”، الأمر الذي سبق أن أكده أستاذ العلاقات الدولية د.بسام أبو عبد الله لـ”أثر”، حيث قال حينها: “دمشق في أوج خلافاتها مع حماس، لم تقطع الدعم عنها، حيث قدمت عن طريق الحرس الثوري الإيراني لها صواريخ كورنيت “Cornet” (روسية الصنع المضادة للدبابات)”.
وأعلنت مؤخراً حركة “حماس” إعادة علاقاتها مع سوريا، في بيان تم تتويجه بزيارةٍ أجراها وفد من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم “حماس” إلى العاصمة دمشق، وعقد لقاء مع الرئيس بشار الأسد في 19 تشرين الأول.
وبعد يومين من الإعلان، أعرّبت “حماس” عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف محيط العاصمة دمشق، وذلك عبر تصريح أصدرته السبت الفائت وصفت خلاله الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا بأنها “بلطجة وجريمة صهيونية متكررة ضد الأمة”.
قصي أحمد المحمد