خاص || أثر برس احتفلت مدينة حلب ظهر يوم الجمعة بعودة مهرجان القطن في نسخته السابعة والخمسين إليها مجدداً، بعد توقف استمر 8 سنوات نتيجة ظروف الحرب التي عاشتها المدينة.
واحتشد عشرات الآلاف من أبناء مدينة حلب في ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، لمشاهدة “آليات القطن” التي لطالما كانت مشاهدتها تعتبر بمثابة تقليد سنوي عاصرته مختلف أجيال منذ عشرات السنين.
وشهد الكرنفال حضوراً رسمياً رفيع المستوى تمثل بوزير الزراعة أحمد القادري ممثلاً عن رئيس الحكومة السورية عماد خميس (راعي المهرجان)، وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب محافظي حلب ودير الزور.
وتضمن الكرنفال الجماهيري عدة فقرات ترفيهية قدمتها عدة من الفرق الراقصة والخيالة، كما تخلله استعراض قبل أن تبدأ آليات القطن بألوانها الزاهية، بالمرور أمام المواطنين الذين احتشدوا على طول الطريق الممتد من شارع فيصل إلى ساحة سعد الله الجابري.
وشاركت في المهرجان مختلف المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة باستعراض آلياتها المزينة بالقطن الملون، وسط أجواء من الفرح من قبل أهالي المدينة والذين أكدوا خلال حديثهم لـ “أثر برس” بأن هدفهم الرئيس من الحضور لمشاهدة الكرنفال هو استعادة ذكريات ما قبل الحرب وطي صفحاتها المريرة التي لطالما سببت الكثير من الألم والمعاناة.
ويحمل مهرجان القطن في العام الحالي رسالتين هامتين أولهما عودة الذهب الأبيض إلى واجهة الزراعات الاستراتيجية في سورية وتعافيه بعد كل ما تعرضت له محاصيله المنتشرة بكثرة في أرياف حلب والرقة ودير الزور من عمليات سرقة ونهب ممنهج من قبل المسلحين الذين كانوا مسيطرين على معظم تلك الأرياف خلال السنوات الماضية، في حين تمثلت الرسالة الثانية في استعادة مدينة حلب لعافيتها وبريقها الاقتصادي المعهود ولو بشكل نسبي.
يذكر أن مهرجان القطن انطلق في عام 1956 بمدينة حلب وفق برنامج ثابت استمر على مدار عشرات السنين من خلال استعراض الآليات المكسوة بالقطن أمام أهالي المدينة في كل عام، الأمر الذي رسّخ هذا التقليد في عقول وقلوب الحلبيين على مر الأجيال.
زاهر طحان – حلب