في ظل الانفتاح الذي تبديه بعض الدول العربية على سوريا، لا سيما الأردن التي أبدت خلال الأيام القليلة الفائتة نشاطاً لافتاً إزاء سوريا، كفتح معبر نصيب الحدودي ومشاريع المياه والطاقة، حيث كان لهذا الانفتاح تأثير كبير على عدة ملفات وسياسات بعض الدول.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر وصفتها بـ”المعنية” أنه بعد فتح معبر جابر-نصيب الحدودي مع الأردن فإن “الحكومة اللبنانية ستكون مضطرة لمراجعة سياساتها بشأن دخول السوريين إلى أراضيها لأنهم سيجدون في مطار عمّان بديلاً من مطار بيروت الدولي للسفر، بعد أن أعلنت المَلَكية للطيران عن تأمينها للنقل البرّي لركابها إلى دمشق”.
وأضافت المصادر أن “السوريين الذين كانوا مضطرين لزيارة بيروت لمواعيد في السفارات، سينقلون تعاملاتهم نحو السفارات في عمّان، وكلا الأمرين يعني خسارة بالنسبة إلى بيروت”.
ولعودة العلاقات بين الأردن وسوريا، تأثير أيضاً على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حث أفادت الصحيفة اللبنانية بأن بداية التطبيع الأردني مع دمشق قد تعني، إلى جانب مجموع اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في نيويورك، وخاصة لقاءه بالوزير المصري سامح شكري، أن هذه عودة دمشق إلى الجامعة العربية قد تكون قريبة، علماً أن الطريق إليها لم تكن لتُفتح لولا موافقة أمريكية مسبقة.
كما أشارت مصادر “الأخبار” أن الحكومة السورية تتروى في تعاملاتها مع الأردن، وذلك نتيجة أن الموقف الأردني ناتج عن ضغوط أمريكية مفاجأة على الأردن، حيث قالت المصادر للصحيفة: “عمّان وإنْ كانت قد تحرّكت بعد منحها ضوء أخضر من الحكومة الأمريكية، إلا أنها أيضاً قد تعود إلى نقطة الصفر إنْ تبدَّل لون الإشارة الأمريكية وبات أحمر”.
يشار إلى أن عودة العلاقات بين الأردن وسوريا بدأت بضوء أخضر أمريكي بعد زيارة العاهل الأردني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث طلب من الأخير استثناء بلاده من قانون قيصر، وذلك بعد إعلان اقتصاد بلاده ثاني أكثر اقتصاد تضرراً بعد سوريا.