أدلى المسؤولون الروس بمجموعة من التصريحات والمواقف حول ملفات مختلفة متعلقة بسوريا، سواء من خلال مؤتمرات صحفية أو من خلال لقاءات خاصة، لإعادة ترتيب بعض علاقات موسكو، وتمحورت معظم هذه التصريحات واللقاءات على إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، وذلك بالتزامن مع فشل المحادثات بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا.
وفي إطار هذه المحادثات، أطلع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يوم الخميس الفائت، رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالى بينيت” خلال اتصال هاتفي بينهما على المقترحات الروسية للغرب بشأن الضمانات الأمنية التي ناقشتها موسكو مع واشنطن سابقاً، كما بحث الطرفان أزمة سوريا وملف إيران النووي، وبحسب بيان أصدره الكرملين فإن بوتين و”بينيت” تطرقا إلى مختلف جوانب التعامل بين روسيا و”إسرائيل” في الساحة السورية.
وبدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي أجراه أمس الجمعة، على ما وصفه بـ “استخاف” واشنطن للأكراد في الشرق السوري، حيث قال: “أعتقد أن رؤية المسؤولين الأكراد يجب أن تكون لأمد طويل ولا شك في أن الأمريكيين لم يقوموا بحل المسألة السورية وللأسف الشديد في الآونة الأخيرة يستخفون بالانفصاليين شرقي الفرات”، مشيراً إلى أن بلاده تسعى من جديد إلى إعادة تفعيل المحادثات بين دمشق والأكراد.
وكذلك نشرت وزارة الخارجية الروسية بياناً حول اتصال هاتفي أجراه أمس الجمعة، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، جاء فيه: “تم خلال الاتصال، تبادل مفصل لوجهات النظر حول موضوع دفع العملية السياسية للتسوية السورية، التي ينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، كما تم بحث الوضع الإقليمي العام حول سوريا، وكيفية مناقشة الملف السوري في مجلس الأمن الدولي”.
وبالتزامن مع هذه التحركات الروسية حول سوريا، طرح المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، في مقال نشرته قناة “روسيا اليوم” تحت عنوان “هل تدمّر روسيا القوات الأمريكية في سوريا؟” استفسار حول ما يمكن أن تفعله موسكو بعد فشل المفاوضات الروسية – الأمريكية بخصوص أوكرانيا، فقال: “هناك بلد في الشرق الأوسط، يوجد على أرضه الجيش الأمريكي بشكل غير قانوني، وستكون الضربة حينها أولاً، قانونية، وثانياً، ستؤدي حتماً إلى اضطرابات عالمية”، مضيفاً: “في حال رد الأمريكيون باستخدام بنيتهم التحتية العسكرية الإقليمية، يمكن لروسيا أن تضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، بل ومن الممكن أن تنحرف بضعة صواريخ أمريكية أو روسية عن مسارها خلال القتال، لتدمر عن طريق “الخطأ” أكبر المنشآت النفطية في المنطقة”.
وأكد نازاروف: “من الواضح أن روسيا جادة، وإذا استبعدنا خيار حصول روسيا على سلاح معجزة جديد مغيّر للعبة، يبدو لي أن سيناريو الشرق الأوسط هو الأفضل، من غير المرجّح أن تحقق أي من السيناريوهات الأخرى النتيجة المأمولة”.