أثر برس

بعد فوزه بولاية جديدة.. كيف سيتعامل إردوغان مع المرحلة المقبلة؟

by Athr Press Z

تهتم الأوساط السياسية بالنهج الذي ستتبعه أنقرة بعد فوز الرئيس رجب طيب إردوغان، بولاية رئاسية جديدة، في مسار التقارب السوري- التركي، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه إردوغان تحديات متعددة على المستويين الداخلي والخارجي.

تؤكد التحليلات أنه بوجود أكثر من 3 مليون لاجئ سوري في تركيا والغضب التركي من هذا الوجود وارتباط سوريا وتركيا بحدود مشتركة يتجاوز طولها الـ900كم، يمثّل ملف التقرّب من سوريا تحديّاً كبيراً لإردوغان، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريراً أكدت فيه أن “هذا الملف يتطلب قرارات حاسمة وجذرية، أهمها إعلان تركيا انسحابها من شمال سوريا، لا سيما أن قبول الدول العربية عودة سوريا إلى الصف العربي يضفي مزيداً من القوة على موقف دمشق المطالب بالانسحاب، بينما تركيا لا تريد الانسحاب قبل أن تتأكد من القضاء على مشروع الحكم الذاتي الكردي الذي تواجه فيه ضغوطاً من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الداعمين لقوات سوريا الديمقراطية، والإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا” مضيفة إن “داخل الملف السوري، هناك أيضاً قضية اللاجئين، وهي مسألة لا تعتمد فقط على حوار التطبيع بين أنقرة ودمشق برعاية روسيا وإيران، لكنه يتطلب مساندة من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في توفير البنية التحتية والفوقية لاستيعاب اللاجئين والموافقة على خطط إعادة الإعمار”.

وفي هذا الصدد، تضيء صحيفة “العرب” في مقال لها إلى فشل مشروع إردوغان الذي سعى إليه في سوريا قبل 12 عاماً، إذ نشرت: ” يواجه أردوغان اليوم عالماً مختلفاً في المنطقة التي صارت دولها تمد يدها إلى تركيا من منطلق الشراكة، فلا مصر ولا السعودية ولا الإمارات وقفت عند حدود الخيال الأردوغاني المريض، ولا هي راغبة في الاستمرار في نبذ تركيا من جهة اعتبارها عدوّاً، لقد نهض فكر سياسي جديد في المنطقة، ويجب على أردوغان أن يغير من سياساته بحثاً عن مصالح تركيا التي صارت في عهدته لخمس سنوات مقبلات، لقد فشل مشروع الإسلام السياسي الذي كان أردوغان يأمل أنه سيكون من خلاله سلطاناً عثمانياً جديداً، وصار على الرئيس الجديد أن يتعامل بمنظور معاصر، يرى من خلاله دول المنطقة على حقيقتها، فليس الإضرار بسوريا هدفاً يقرّبه من حلم صار مستحيلاً”.

من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة “الأهرام” المصرية في مقال استعرضت خلاله تفاصيل “خطاب النصر” الذي ألقاه إردوغان عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، أنه “يمكن القول إن المرحلة القادمة ستشهد حالة من التكييف والتأقلم مع رجب طيب إردوغان كرئيس لدولة محورية ومؤثرة في المستويين الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقاً من مبدأ الواقعية السياسية، خاصة أن إردوغان قد انتصر أمام العالم في انتخابات شعبية ديمقراطية شهدت نسبة مشاركة شعبية تعتبر من أعلى نسب المشاركة الانتخابية في العالم”.

يشار إلى أن فوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة، تأتي في الوقت الذي تشهد فيه تركيا تحديات وتطورات متعددة، إذ يواجه الداخل التركي أزمة اقتصادية خانقة تسببت بتراجع شعبية إردوغان، وعلى الصعيد الخارجي يواجه إردوغان، مهمة تحقيق توازن بين روسيا من جهة وأوروبا وأمريكا من جهة أخرى، بعد حرب أوكرانيا، في الوقت الذي يعلن فيه عن رغبته باتباع سياسة “صفر مشاكل” مع كافة الدول لا سيما المجاورة لبلاده.

أثر برس 

اقرأ أيضاً