أثر برس

بعد قمة جدّة.. ماذا عن مسارات الحل في سوريا؟

by Athr Press A

لم يخفِ المسؤولون السوريون الذين حضروا قمّة جدّة التعبير عن الاهتمام والترحيب الحار الذي تلقّاه الوفد السوري من الوفود العربية، ولا سيما حديث وزير الخارجية فيصل المقداد عن عودة العلاقات السورية– السعودية إلى طبيعتها، بعد لقاء الرئيس بشار الأسد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتأكيد الوزير السوري على المستقبل الواعد لهذه المصالحة على الرغم من الخلافات الفائتة.

ومن الواضح أن هناك عقداً انتهى في مقابل مرحلةٍ جديدة تنتظر فيها القضايا السورية العالقة حلاً، وفي سياق ذلك يشير المقداد إلى أنه “بعد تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهاب، هناك وجود غير شرعي للقوات الأمريكية التي تحتل أجزاء من شمال شرق سوريا، وبعض المجموعات الانفصالية التي يجب أن تعرف أنَّ هذا الجزء المهم سيعود عاجلاً أم آجلاً إلى الدولة السورية، بالإضافة إلى الجزء الذي تحتله القوات التركية في شمال غرب سوريا”.

كما تشكّل العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على دمشق عائقاً أمام تمويل دولي شامل لإعادة الإعمار، بمعزل عن تسوية سياسية تدعمها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مسألة اللاجئين المرتبطة بالأجندة الدولية، وقضية “الكبتاغون” الذي تصدّر البيان الختامي لاجتماع عمّان التشاوري بمشاركة سوريا في مطلع أيّار الجاري، على حين تسعى جامعة الدول العربية إلى استكمال المضي في حيثياته بالتنسيق مع الدولة السوريّة.

وتعليقاً على مشاركة سوريا في قمة جدّة، قال مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية د. بسام أبو عبد الله في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إنّه “ثمّة ارتياح في الشارع السوري عموماً، وتفاؤل أكبر في المستقبل وإن كانت التحديات كثيرة”، مضيفاً: “طوينا صفحة ونكتب صفحة جديدة”.

ويشدّد أبو عبد الله على ضرورة “أن تقدّم الدول العربية يد العون والمساعدة، خصوصاً في ما يتعلق بملف اللاجئين”، معتبراً أن “الأمر يحتاج إلى تمويل وبنى تحتية”.

ويرى مراقبون للمشهد السوري أنّ “مسارات الحل الجديدة في سوريا تتطلب من بعض دول الخليج وبخاصة السعودية والإمارات الجلوس إلى جانب إيران على طاولة “أستانة” لحل الأزمة السورية بصيغة محدثة من شأنها أن تعكس الدور القيادي العربي الذي جرى الحديث عنه في اجتماعَي جدّة وعمّان التشاوريين، وفقاً لما نقلته صحيفة “النهار العربي”.

وفي السياق نفسه، اعتبر الباحث في معهد “نيولاينز” نيك هيراس، أنّ “الجامعة العربية ابتعدت عن المعارضة السورية وتدفع اليوم نحو توازن بين إيران والدول العربية التي تنافسها”.

من جهته، عَمد ولي العهد محمد بن سلمان إلى تفجير مفاجأة عبر استقبال الرئيس الأوكراني كمراقب في القمة العربية، محاولاً بذلك إعادة التوازن إلى موقفه من الصراع الروسي مع الغرب والولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “النهار العربي” عن أوساط سياسية سوريّة قولها: “يبدو أن هندسة ابن سلمان المرتقبة لصيغة الحل السوري لن تخرج عن إطار هذا التوازن، وأنه في سبيل ذلك سيبني جهوده على أساس محاولة التشبيك بين مسارات الحل القائمة من مسار “أستانة” إلى “اللجنة الدستورية” والقرار الأممي 2254 مع الأخذ بالاعتبار ضرورة حفظ مصالح جميع الأطراف ولو بالحد الأدنى ومن دون استفزاز أي طرف يحاول وضع العصيّ لعرقلة هندسته المفترضة”.

وفي الوقت الذي تدعو فيه واشنطن إلى حل الأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254، فإن دمشق لا ترفض تطبيق القرار بحسبان أن حلفاءها شاركوا في صياغته وفقاً للوزير المقداد، غير أنّ سوريا ترى أنها مستعدة لتطبيق الجانب الذي يهمهّا في القرار، على حين تؤكد أن الحل السياسي هو شأن سوري داخلي.

أثر برس

اقرأ أيضاً