خاص|| أثر برس توصلت “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)” إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار مع فصائل “الجبهة الشامية – (الفيّلق الثالث)” في ريف حلب الشمالي، إذ دخل الاتفاق حيز التنفيذ ظهر اليوم، بعد إقراره بشكل نهائي من قبل قيادات الفصائل المتصارعة.
فبعد اشتباكات عنيفة دارت رحاها بشكل خاص في منطقتي “عفرين” و”الباب”، واستمرت إلى حلول صباح اليوم، توصل طرفا الصراع الرئيسين “النصرة” و”الشامية”، إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى مناطق ريف حلب الشمالي، بعد جلسة مفاوضات موسعة عُقدت ظهر اليوم في مدينة “أعزاز”.
ووفقاً لمصادر “أثر” ، إن الاتفاق تضمّن بنود رئيسة عدة لا تزال الأطراف المتناحرة ترفض الإعلان عنها، باستثناء البندين المتعلقين بالوقف الفوري لإطلاق النار بين الأطراف كافة، وتسيير “النصرة” أرتالاً عسكريةً استعراضيةً في مناطق أعزاز والباب وجرابلس، قبل أن تنسحب من المناطق التي سيطرت عليها خلال الاقتتال الأخير، وتعيدها إلى فصائل “الفيّلق الثالث”.
وحصل “أثر” على تسريبات حول أحد بنود الاتفاق غير المعلنة، أفادت بأن انسحاب “النصرة” من منطقة عفرين لن يكون نهائياً، وإنما ستحتفظ “الهيئة” بقسم من قواتها داخل مدينة عفرين، لدمجهم ومشاركتهم في ضبط العمليات والواقع الأمني والإداري إلى جانب فصائل “الفيّلق الثالث”.
ومع حلول الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، أبصر الاتفاق طريقه إلى التنفيذ عبر بدء انسحاب معظم أرتال “جبهة النصرة” من منطقة عفرين نحو معبري “الغزاوية” و”دير بلوط” للتوجه إلى مناطق سيطرتها في ريفي إدلب وحلب الغربي، في حين توقف الاقتتال في مختلف مناطق الشمال وسط حالة من الهدوء الحذر، مع بعض الاستثناءات المتعلقة باستهدافات محدودة عبر الأسلحة الرشاشة من قِبل مسلحي “فرقة الحمزة” نحو مدينة “الباب” أثناء انسحابهم من محيطها، وهذا أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجراح متفاوتة.
وفي خصوص البند المتعلق بتسيير الأرتال الاستعراضية لـ “النصرة” ضمن مناطق شمال حلب، قالت المصادر لـ “أثر”: إن “الهيئة” تخلت عن تنفيذ هذا البند طواعية، نظراً لخروج مظاهرات شعبية كبيرة من أهالي مناطق “أعزاز” الرافضين لدخول “الهيئة” إلى مدينتهم والمرور منها نحو باقي مناطق الشمال الشرقي.
ويبدو أن الخسائر البشرية الكبيرة التي مُنيت بها أطراف الصراع، أجبرتهم على توقيع الاتفاق الحالي دون أي تدخل أو ضغط يُذكر في قِبل الجانب التركي، خلافاً للصراعات السابقة التي دارت في ريف حلب الشمالي، إذ تشير المعلومات إلى أن حصيلة القتلى والجرحى بين صفوف الفصائل خلال معارك الأيام الخمسة الماضية، تجاوزت عتبة 200 قتيل ومصاب، عدا عن الخسائر المادية الكبيرة لناحية الآليات العسكرية والمدرعات التي تم تدميرها.
كما أدى الاقتتال الأخير إلى عشرات الضحايا المدنيين الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا جرّاء القصف المتبادل، في حين شهدت الليلة الماضية مقتل جندي تركي وإصابة آخرين بجراح نتيجة سقوط إحدى القذائف داخل القاعدة العسكرية التركية المتمركزة في محيط قرية “كفر جنة” شرق عفرين.
زاهر طحّان – حلب