أثر برس

بعد هجماته الأخيرة في الشرق.. لماذا لا تستمر عمليات القوات السورية ضد تنظيم “داعش”؟

by Athr Press R

على وقع ارتفاع حدة الحديث “الأمريكي-الإسرائيلي” حول حساسية الوجود الإيراني في سوريا، يعاود تنظيم “داعش” نشاطه العسكري في شرق البلاد بتوقيت يتزامن مع ما يجري في الأروقة السياسية حول هذا.

حيث شنّ تنظيم “داعش” خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة هجمات عسكرية استهدف فيها عدة نقاط تتمركز فيها القوات السورية على طول نهر الفرات من البوكمال وحتى دير الزور.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الباحث “نوار أوليفر” من مركز عمران للدراسات: “ستتواصل الهجمات انطلاقاً من الصحراء لتستهدف حقول وأنابيب النفط والطرق الرئيسية وحتى المعابر الحدودية، ما سيسبب صداعاً هائلاً لأي حكومة”.

تلك التطورات جاءت بعد الحديث عن قرب إنهاء تواجد التنظيم في سوريا بصورة غير متوقعة ما دفع عدد من الناشطين للسؤال لماذا لا تنهي القوات السورية تواجد التنظيم شرق سوريا بشكلٍ كامل؟

تلك العمليات الخاطفة التي يقوم بها التنظيم تنطلق في معظمها من مناطق الجيب الواقع شمال قاعدة التنف الأمريكية في جنوب شرق سوريا، حيث تتم تلك العمليات بالتنسيق بين مسلحي التنظيم المتواجدين هناك وآخرين متواجدين في بلدة “هجين” الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات أي مناطق نفوذ “قسد” (كون النهر يفصل مناطق النفوذ الأمريكي في الشمال) إضافة إلى التنسيق والدعم اللوجستي الكامل التي تقدمه القوات الأمريكية لعناصر التنظيم وقياداته ما يؤخر القوات السورية من القيام بعملية عسكرية لعبور النهر وتطهير أهم معقل للتنظيم بسبب الاتفاق الروسي-الأمريكي الغير معلن بشكل رسمي، حول شرق النهر وغربه.

بالمقابل لا تقوم قوات “قسد” بتطهير تلك المنطقة المقابلة للقوات السورية على الضفة الأخرى بالرغم من تمكنها خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على أكثر من 25 قرية بتغطية جوية من “التحالف” لتترك تلك البؤر بوجه القوات السورية، أي أن المناطق التي يقوم منها التنظيم بشن هجماته العسكرية، يتواجد خلفها مراكز وقواعد أمريكية، ما يمنع القوات السورية من القيام بعمليات عسكرية موسعة فيها تنهي تواجد التنظيم بشكل كامل.

إلى ماذا يهدف التنظيم من تلك الهجمات؟

هجمات تنظيم “داعش” التي يقوم بها من الجهة الشمالية والجنوبية لمناطق سيطرة القوات السورية في حوض الفرات الممتد من البوكمال شرقاً وحتى دير الزور غرباً، بات من الوضح أنها تهدف لقطع الطريق البري السوري – العراقي، لإعادة تقويض حكومة دمشق ومنع ارتباطها ببغداد من جهة، والتأثير على استراتيجية العلاقات بين سوريا وإيران من جهةٍ أخرى وهو ما تم الحديث عنه مسبقاً.

وبات من الواضح أن النشاط الأخير للتنظيم جاء بالتوازي مع المحاولات الأمريكية للتأثير على إيران في مختلف المجالات سواء أكانت اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية، ليبقى سؤال السوريين.. إلى متى ستبقى القوات الأمريكية عائقاً في إنهاء تواجد التنظيم في شرق سوريا؟

اقرأ أيضاً