جددت الولايات المتحدة الأمريكية رفضها التطبيع مع سوريا وعودة العلاقات معها، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التقارب مع دمشق، في مسارات وتحركات عدة أبرزها مسار التقارب التركي- السوري.
وفي هذا الصدد نشرت الخارجية الأمريكية في تغريدة في “تويتر” أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا لي اجتمعت مع “هيئة التفاوض السورية المعارضة” وأكدت في اللقاء “أنَّ سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تتغيَّر: لا تطبيع مع سوريا في ظل غياب تغيير سياسي دائم، والدعم القوي لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما في ذلك دور المعارضة السورية”.
وازدادت التحركات الأمريكية في الملف السوري في الآونة الأخيرة سيما بعد التقارب السعودي- السوري، وتفعيل مسار التقارب السوري- التركي، وكان آخر مستجدات هذا المسار هو اجتماع وزراء دفاع سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو، وبحسب مراقبين فإن هذا الاجتماع كانت بمنزلة خطوة عملية لإنجاز التقارب بين أنقرة ودمشق، بوصف أن الجانب السوري يشدد على أنه لن يتم إحراز أي تقدّم في هذا المسار قبل رصد خطوات عسكرية تركية على الأرض تؤكد أن المساحات السورية كافة التي تسيطر عليها تركيا ستعود إلى سيطرة الدولة السورية.
وبدا في حديث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الذي جاء بعد ساعات من الاجتماع الرباعي في موسكو، أنه ثمّة حلول عسكرية تم التوصل إليها بين الجانبين السوري والتركي، حيث أكد آكار أن أطراف الاجتماع الرباعي أجمعوا على الحاجة الملحّة لمثل هذه اللقاءات لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعات مشابهة.
وقيّم وزير الدفاع التركي نتائج اجتماع موسكو الرباعي، أنه كان “مثمراً” مشيراً إلى أن الجانب التركي شدد على احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأن “الغاية الوحيدة لوجود القوات التركية في شمالي سوريا هي مكافحة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
كما أكدت الدفاع السورية أنه تم في الاجتماع بحث موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى أنه من الممكن أن نشهد مستقبلاً تنسيقاً عسكرياً بين سوريا وتركيا بوساطة إيران وروسيا، لافتين إلى احتمال تشكيل دوريات مشتركة وغرف عمليات مشتركة، في هذا السياق، سبق أن قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله في حديث لـ”أثر”: “إن الهدف النهائي هو انسحاب قوات الاحتلال التركية من كل الأراضي السورية، فهذا مطلب سوريا الأساسي، لكن كيف سيتم ذلك في ضوء ما يجري على الأرض” مشدداً على أن “هذا العمل يحتاج إلى تنسيق أمني عسكري بين البلدين، لأن أي انسحاب لا يجوز أن يترك فراغاً ويجب أن يملؤه الجيش العربي السوري خطوة خطوة، وبالتالي فإن التنسيق مطلوب لأن عملية الانسحاب تحتاج إلى ملئ الفراغ كي لا تملؤه قوى أخرى أو تنظيمات أو قد يكون فوضوياً”، مضيفاً أن تركيا لا تمانع دخول الجيش السوري إلى المناطق الحدودية، وقال: “إن العملية العسكرية التركية في سوريا انتقلت إلى مرحلة تنسيق مباشر، إذا كان الهدف هو ضرب ما يسمى تنظيم قسد وإبعاده، فهذا يحتاج إلى تنسيق مع الدولة السورية لأن هناك سيكون الضغط أكبر، وفي حال الرفض سيجري التعاطي مع هذا الطرف بشكل عسكري”، مشيراً إلى أن هذا سيكون “شكل من أشكال زيادة الضغط على ميليشيا قسد الانفصالية المدعومة أمريكياً باتجاه الخروج من المناطق السورية إلى مسافة معينة بهدف دخول الجيش السوري وعودة مؤسسات الدولة السورية”، منوّهاً أيضاً بأن “العمل العسكري يجب أن يتم بالتنسيق بين الأطراف يعني بالتنسيق بين الأطراف الأربعة فالعملية العسكرية ستكون منسقة وعلى معرفة مسبقة والعمليات يجب أن تكون معلنة ومتفق عليها مسبقاً ومنسّقة بوساطة الأقنية الأمنية والعسكرية”.