خاص || أثر برس ارتفعت خلال الفترة الأخيرة أسعار الجلسات الامتحانية التي يعطيها الأساتذة والمعلمون، خاصة أنها تزداد مع اقتراب موعد الامتحان النهائي بشكل مكثف.
وبدأ المعلمون بالإعلان عن افتتاح جلسات امتحانية خاصة، حيث يتم من خلالها مراجعة المنهاج بشكل كامل والتركيز على المعلومات الهامة أو كما يدعوها البعض بـ”التوقعات”، وخاصة المواد الأكثر أهمية “الرياضيات والفيزياء والكيمياء” للفرع العلمي إذ وصل سعر الجلسة إلى 80 ألف ل.س، ما جعل الكثير من الطلاب يشكلون مجموعات ليتمكنوا من تسديد ثمن الجلسة.
أما مواد اللغات “الإنكليزية والفرنسية والعربية” فبلغ سعر جلستها 100 ألف ل.س في الساعة الواحدة وتعد هذه المبالغ مرتفعة بالنسبة لدخل بعض الأهالي.
رأي الطلاب:
أوضح “معاذ” طالب بكالوريا علمي خلال حديثه مع “أثر” أنه بدأ ترميم الضعف في مواده الدراسية ولديه التزام مادي كبير تجاه هذه الجلسات ووصفها المرتفعة الثمن وأن والديه ينفقان كل مدخولهما الشهري لتسديد أقساط هذه الجلسات.
وشاطرته الرأي الطالبة “شام” بكالوريا أدبي، بأنها تعاني من أسعار الجلسات المكثفة التي تقام في منزل المعلم، حيث تضطر لدخول مع مجموعة من الطلاب لتتلقى الاستفادة المطلوبة لأن الطالب بحسب تعبيرها “لا يستطيع تحمل تكلفة الجلسة لوحده لأنها غالية”.
المعاهد:
على الصعيد الآخر تعتبر المعاهد الخاصة من عوامل التوفير على الطالب، حيث تقدم جلسات مكثفة لكل مادة على حدى لمراجعة المنهاج كامل في غضون أيام وساعات معدودة، وبحسب ما رصدت مراسلة “أثر” للأسعار، وصل سعر الدورة المكثفة لمادة اللغة الإنكليزية لـ 100 ألف ل.س على الطالب الواحد، وكما أكدت الطالبة “إيمان” بكالوريا أدبي لـ”أثر”، فإنها دفعت مبلغ 750 ألف ل.س، لكافة المواد، بالإضافة لمبلغ 280 ألف للتسجيل في الجلسات الامتحانية لكافة المواد.
وأثار ارتفاع أسعار الجلسات الامتحانية حماس الأهالي والطلبة، حيث بدأ الكثير منهم ببيع أغراض منزله لتسديد أقساط الجلسات.
ماذا عن المعلمين؟
اعتبر عدد من المعلمين خلال حديثهم لـ”أثر” أن واقع المعيشة يفرض عليهم رفع أسعار الجلسات الامتحانية المقامة في منازلهم، وأنهم ينتظرون شهر أيار وحزيران بفارغ الصبر، حيث تعتبر فترة لجني ثمار تعبهم طوال العام.
وتباينت أسعار الجلسات بين معلم وآخر، حيث بينت “عليا” معلمة اللغة الفرنسية لـ”أثر” أنها تأخذ من الطالب 10 آلاف ل.س ضمن مجموعة، وإذا كان الطالب لوحده تأخذ 30 ألف ل.س. معتبرة أنه مبلغ “ضمن المعقول”.
وأضاف معلم آخر لـ”أثر” أنه من الطبيعي أن تختلف أسعار جلسة مادة الرياضيات عن جلسة مادة الاجتماعيات، نظراً لصعوبة المادة وتعقيدها وثقلها على الطالب والمعلم معاً، أما المواد الأدبية” الحفظ” يكتفي المعلم بتقديم المعلومة بسلاسة ووضوح، ويقع عاتق حفظها على الطالب نفسه.
الجدير بالذكر أن طالب الشهادة سواء “تاسع أم بكالوريا” يعاني من الخوف والتردد الكثيرين، فيضطر للمجازفة من أجل إتمام المنهاج كامل ولتحقيق نتائج مذهلة للوصول إلى هدفه.
وفي هذا الإطار أكد مصدر من مدرسة الشهيد يوسف الأزروني المختلطة لـ”أثر” أنه لا يوجد شاغر في المدرسة من معلمي البكالوريا، ويتم تأمين البديل دائماً، وأن كل الكادر مختص وملتزم، ولكن لا بد من توجه الطلاب نحو الجلسات لتأكيد معلوماتهم وتثبيتها.
وأضاف أن طلاب المدارس الخاصة يتخذون ذات الخطة ويخضعون للجلسات المكثفة والجلسات الامتحانية.
عموماً يتوجه معظم الطلاب إلى الدروس الخاصة والجلسات الامتحانية لعدة أسباب، منها التعليم الضعيف في المدارس أو عدم قدرة الطالب على الاستجابة داخل الصف نظراً للأعداد الكبيرة المتواجدة فيه، إضافةً إلى رغبة بعض أولياء الأهالي في حصول أبنائهم على درجات عالية بصرف النظر عن اكتسابهم للمهارات والقدرات، لذلك نجد أن الدروس الخصوصية أصبحت مظهراً من مظاهر التفاخر الاجتماعي.
ولاء سبع – دمشق