بالتزامن مع العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، ومع فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد روسيا، نشرت قناة “كان” العبرية، تقريراً بعنوان “لا توقظوا الدب”، يكشف مدى اعتماد وتعلق أوروبا الشديدين بروسيا في مجالات حيوية.
وبدأ التقرير الذي أعدته جيلي كوهين وعميحاي شتاين، بالقول: “عندما يرى المرء دول العالم تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ببطء وتدريجياً، يطرح السؤال – لماذا لا تتبنى أسلوباً أكثر عدوانية وسرعة؟ الإجابة المختصرة هي أن الاقتصاد العالمي، وخاصة الأوروبي، منخرط إلى حد كبير في الاقتصاد الروسي، والعكس صحيح”.
وأوضح التقرير أن روسيا تُصدر الكثير من الغاز والنفط والفحم، وتشكل صادرات هذه الأنواع من الوقود 50% من الاقتصاد الروسي، وبالنسبة للاقتصاد العالمي، فإنها تشكل حوالي 11% من إجمالي صادرات الوقود العالمية.
وأضاف التقرير: “روسيا هي المصدر الأول للوقود في العالم، متقدمة على الإمارات والولايات المتحدة والسعودية.. إنها كبيرة جداً في مجال الطاقة”.
ووفقاً للتقرير فإن أكبر زبون للوقود الخارج من روسيا هو الصين، وتشتري بكين ما يقارب من خُمس إجمالي صادرات الوقود الروسية، متابعاً: “يوضح هذا اعتماد روسيا على الصين لكن العكس هو الصحيح أيضاً، 12% من الوقود الذي تستهلكه الصين يأتي من روسيا، أي أن الصين تدين لروسيا بنشاطها الاقتصادي”.
وتابع التقرير: “إذا أغلقت روسيا الصنبور، فسوف يدخل الاقتصاد الصيني في ركود خطير، لذلك، فإن العلاقة بين الصين وروسيا هي علاقة لن تنكسر بسهولة”.
وأردف: “بل إن الصورة في أوروبا أكثر تطرفاً، بالنسبة لجزء كبير جداً من بلدان القارة، فإن الوقود الذي يأتي من روسـيا هو معظم الوقود الذي يستهلكونه، هذا ينطبق بشكل خاص على بلدان أوروبا الشرقية والشمالية.. كما يجب الانتباه إلى التوقيت المحدد للعملية العسكرية الروسية، حيث الشتاء البارد جداً في القارة العجوز”.
ولفت التقرير المذكور إلى أن “احتياطي الغاز في القارة استنفد، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الأوروبيين بدؤوا في التحول إلى الطاقة المتجددة على الإطلاق، وفي الصيف الماضي لم يكن هناك ما يكفي من الرياح وحرقوا الكثير من الغاز الموجود في الخزانات، والآن الخزانات نصف فارغة”.
والسؤال المطروح الآن، بحسب التقرير، هو “ما إذا كان الأوروبيون على استعداد لتشديد العقوبات ومنع الروس من بيع الغاز لهم، مع العلم أن ذلك سيضرهم أيضا بشدة.. هذا لا يحدث.. لقد تم اختيار جميع العقوبات التي فُرضت في هذه الأثناء بعناية لإبقاء قطاع الغاز والنفط والفحم خارج الصورة”.
وتطرق التقرير بالتفصيل إلى العقوبات التي فرضها الغرب خلال الأيام الأخيرة على روسـيا وعلى الرئيس بوتين شخصياً، مختتماً بالقول: “من المفترض أن تكون كل هذه وسائل ضغط على الرجل الذي يضع رؤية روسـيا الكبرى نصب عينيه، هل ستعمل؟ هذا هو السؤال الكبير الآن، وسيستغرق بعض الوقت حتى نعرف الإجابة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن صباح الخميس 24 شباط الجاري، إطلاق عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيـا.