خاص || أثر برس بعد نحو 13 عاماً من اختيارها عاصمةً للثقافة الإسلامية، عادت مدينة حلب إلى واجهة العواصم الثقافية من بوابة اختيارها عاصمة للثقافة السورية للعام 2019، لتكون المدينة باكورة المدن السورية التي تنال تلك التسمية.
اختيار حلب عاصمة للثقافة السورية، أُطلق رسمياً مساء أمس الأربعاء من مدرج مسرح نقابة الفنانين في حلب، بحضور رسمي وجماهيري غفير، وتخلل حفل الافتتاح تقديم لوحات مسرحية تحدثت عن قامات حلب التاريخية الثقافية وفقرات استعراض تراثي، كما تم تكريم نخبة من الفنانين والمثقفين الحلبيين الذين آثروا البقاء في مدينتهم خلال فترة الحرب التي عاشتها بين عامي 2012 و2016.
وتتضمن فعاليات الاحتفالية التي تستمر حتى التاسع من شهر تشرين الثاني القادم، ما يزيد عن 50 عنواناً يمثل مختلف الجوانب الثقافية في المدينة وخاصة فيما يتعلق بتكريم المؤرخين والمثقفين والأدباء الحلبيين الذين تعاقبوا على مر الأجيال كخير الدين الأسدي وشكيب الجابري، من خلال أمسيات أدبية تقام على مدار عدة أيام.
ولعل من أبرز ما تتضمنه الاحتفالية، إعادة افتتاح متحف حلب الوطني بعد سنوات طويلة من إغلاقه نتيجة الحرب في ظل ما تعرض له من أضرار مادية وعمليات سرقة ممنهجة آنذاك، قبل أن تتم استعادة معظم المسروقات، فيما سيقام معرض شامل للكتاب يتضمن ما يزيد عن 1050 عنوان متنوع على أن يتم تقديم الكتب للمواطنين بنصف سعرها الحقيقي للتشجيع على القراءة واستعادة الكتاب لمكانته الطبيعية.
كما يندرج ضمن الفعاليات الهامة، عرضان مسرحيان من قبل فرقتين من ذوي الإعاقة البصرية والحركية، حيث ستقدم فرقة المعري للمكفوفين عرضاً مسرحياً تم إعدادها بشكل كامل سواء فيما يتعلق بالإخراج أو التأليف أو التمثيل، كما ستقدم فرقة السلام لذوي الإعاقة الحركية مسرحية “أصحاب الهمم”.
ولفت مدير الثقافة في حلب خلال حديثه لـ “أثر برس”، بأن فعاليات احتفالية “حلب عاصمة الثقافة السورية” ستشهد مشاركة عدة فرق وصلت بشكل خاص من دمشق كفرقة الأوركسترا الوطنية وفرقة أمية، مشيراً إلى مشاركة عدة فرق تمثل مختلف مكونات المجتمع السوري كفرق الرقص الأرمني والشركسي، إضافة إلى إقامة حفلات غنائية طربية من التراث الحلبي يقدمها نخبة من أبناء مدينة حلب.
وفي ردها على سؤال لـ “أثر برس” عن أسباب اختيار مدينة حلب تحديداً لتكون أول عاصمة للثقافة السورية، قالت سناء الشوا معاون وزير الثقافة السوري: “لأن حلب هي عاصمة للثقافة العربية وليس فقط السورية، ولأنها أنجبت العظام من المثقفين والأدباء على مر التاريخ كـ “السهروردي والمتنبي وخير الدين الأسدي..”، منوهةً إلى أن هناك “إرادة من وزارة الثقافة بأن يكون هناك انتصار ثقافي للمدينة ليكون رديفاً للانتصار العسكري”.
كما أشارت شوا إلى أن في كل عام سيتم إطلاق فعاليات عاصمة الثقافة السورية من مدينة سورية مختلفة، لإظهار مختلف ألوان وأطياف الثقافة السورية المتنوعة.
يذكر أن مدينة حلب كانت اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2006 واستمرت النشاطات الثقافية فيها آنذاك على مدار عام كامل، قبل أن تبدأ الحرب في المدينة عام 2012 وتستمر لخمسة أعوام متتالية، شهدت المدينة خلالها محاولات بالجملة من قبل الفصائل المسلحة لسرقة ونهب الموروث الثقافي والتاريخي من خلال عمليات سرقة ممنهجة وخاصة في المدينة القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
زاهر طحان – حلب