قدمت الهند خطوط ائتمان بقيمة 280 مليون دولاراً أمريكياً إلى سوريا لبناء محطة للطاقة ومصنع للصلب في البلاد، وأوضح وزير الخارجية السورية فيصل المقداد تفاصيل حول هذا الاتفاق، خلال مقابلةٍ أجراها مع تلفزيون ” WION ” الهندي أثناء زيارةٍ قام بها إلى نيودلهي.
وعلّق المقداد على هذا الاتفاق بقوله: “لن أسرد المجالات التي تساعد فيها الهند سوريا، لكن يمكنني أن أخبركم مباشرة أن الهند لم تدخر جهداً لمساعدة سوريا في هذا الوقت الصعب والمضي قدماً في العلاقات الاقتصادية والثقافية التي تربط سوريا والهند”، مؤكداً “اتفقنا على زيادة التعاون الاقتصادي”، مشيراً إلى أن “الهند تقدّم منحاً دراسية لإعادة بناء نظامنا التعليمي وإعادة بناء المدارس المدمرة والمرافق الأخرى والعمل معاً”.
وأكّد المقداد خلال المقابلة التي أجراها مع التلفزيون الهندي: إن الولايات المتحدة تحتل جزء الشمال الشرقي من سوريا، وهو أفضل مكان في سوريا لإنتاج النفط والزراعة والقطن والقمح، ويعتبر سلة الغذاء لسوريا، فيما تسيطر الولايات المتحدة على هذا الجزء بطريقة تُضعف سوريا أو تطيل أمد الأزمة بحيث يمكن لعملائها أن يكونوا فاعلين هناك”.
وأضاف: إن “قبل عام 2010، كانت سوريا بأكملها تحصل على الطاقة على مدار 24 ساعة في اليوم، والآن أصبحت الكهرباء ساعتين فقط، وفي بعض الأماكن ليس لدينا كهرباء على الإطلاق”.
وتابع: “لهذا السبب نحتاج إلى مساعدة أصدقائنا الهند وروسيا من كل تلك الدول التي تتطلع لمساعدة الآخرين والقضاء على خطر الإرهاب الذي من الممكن أن ينتشر خارج سوريا”.
وحول المساعدات التي قدمتها الهند لسوريا، قال وزير الخارجية السورية: “لدينا الكثير من الأصدقاء، على سبيل المثال الهند ليس لديها قوة، ونحن نحترم موقف الهند، وعلى الأرض لدينا الروس يساعدوننا، ولدينا خبراء إيرانيون، وليس الجيش يساعد قواتنا”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة وتركيا حشدتا الدول ضد سوريا، ومن الطبيعي أن يكون لديك رؤية تقبل أي مساعدة تأتي من الأصدقاء الروس أو الهنود”.
وأضاف: إن “الولايات المتحدة تحاول إعطاء الانطباع بأن سوريا معزولة، لكن سوريا ليست معزولة، تقريباً كل الدول العربية مع استثناءات قليلة لسفارة واحدة أو اثنتين لها سفارات في دمشق، لدينا سفارات في عدد من الدول الأوروبية، تعمل سفاراتنا في باريس وبرلين ووارسو وروما وأثينا وبودابست، وفي آسيا لم تتأثر سفاراتنا، لدينا سفارة هندية في دمشق والسفارة السورية في دلهي وكذلك سفاراتنا في الصين وماليزيا وأندونيسيا”.
يشار إلى أن الإعلان عن توقيع خط ائتماني بين سوريا والهند يأتي بعد خمسة أشهر من الإعلان عن توقيع مرحلة جديدة من الخط الائتماني بين إيران وسوريا، الذي يتضمن تزويد سوريا بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى لسد النقص الحاصل في تلك المواد.