أعلن العراق العزم على إجراء مؤتمر أمني إقليمي في الأشهر المقبلة بمشاركة سوريا وتركيا وإيران إضافة إلى العراق، من دون الحديث عن مستوى التمثيل المحتمل خلال المؤتمر.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون السياسية، سبهان ملا جياد، إنّ “العراق يرغب بإجراء المؤتمر في الأشهر المقبلة، لمعالجة القضايا المشتركة في هذا المجال مع تركيا وإيران وسوريا، وخصوصاً بشأن الوضع المتعلق بـ “حزب العمال الكردستاني”، وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسي.
وأضاف ملا جياد أنّ “مشكلة (حزب العمال الكردستاني) ترتبط بتركيا وإيران والعراق وسوريا، وحتى الولايات المتحدة، التي ترتبط بعلاقات معينة مع (قوات سوريا الديمقراطية – قسد)، موضحاً أنه “لذلك يرغب العراق بتنظيم المؤتمر، في غضون الأشهر المقبلة، لحل المشكلات القائمة مع تركيا وإيران وسوريا”.
وأكد ملا جياد أنّ بغداد “اعترفت مؤخراً بـ (حزب العمال الكردستاني) منظمة محظورة”، مشدداً على ضرورة “تخلي الحزب عن سلاحه، وسحب قواته من المناطق الحدودية مع تركيا إلى حين التوصل إلى حل شامل للمشكلة”.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن “وجود القوات التركية على الأراضي العراقية يقلق حكومتنا، وطورنا خيارات لحل هذه القضية بين العراق وتركيا على أساس اتفاقية إطار أمني”، متابعاً: “في هذا الصدد أعلن العراق وتركيا في آب الماضي، إنشاء مركزين مشتركين للتنسيق الأمني وللتدريب والتعاون بهدف محاربة الإرهاب”.
يأتي ذلك بعد أن التقى الرئيس بشار الأسد قبيل بدء أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقر إقامته في الرياض، و”بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وجدول أعمال القمة”، وفق ما نقلته منصة “رئاسة الجمهورية السورية”.
العراق.. سوريا: مسرح العمليات التركية
وتشن القوات الجوية التركية منذ سنوات حملة استهدافات في المناطق المتداخلة بين شمال شرقي سوريا، وشمال العراق، وفي هذا السياق سبق أن أشار محلل الشؤون التركية والعراقية إيغور سوبوتين، في مقالة نشرتها صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” في كانون الثاني الفائت، إلى أن “تركيا ترد على أي هجمات ينفذها حزب العمال الكردستاني على قواتها في كردستان العراق، من خلال عمليات انتقامية واسعة النطاق ضد قوات سوريا الديمقراطية في سوريا”.
وأكد سوبوتين أن “هذه السياسة لا تهدف فقط إلى الانتقام، بل تخدم غرض، يتمثل بضرورة دق إسفين بين (حزب العمال الكردستاني) و(قوات سوريا الديمقراطية)، فقسد باتت تعلم أن هجمات (حزب العمال الكردستاني) في العراق تؤدي إلى هجمات عليهم في سوريا، وتنتظر أن يأخذ (حزب العمال الكردستاني) ذلك في الاعتبار”.
كما نقلت صحيفة “حرييت” التركية المقربة من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عن مصادرها في وقت سابق أن “أنقرة سوف تعزز مناطق قواعدها العسكرية في سوريا والعراق”.
جاء ذلك بعدما لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاشر من الشهر الجاري، بإطلاق عملية عسكرية شمالي سوريا في المدة المقبلة، استكمالاً لمشروع “المنطقة العازلة” التي تسعى تركيا إلى إقامتها شمالي سوريا بعمق 30 كم.
وفي 6 كانون الأول 2023، قال أردوغان: “قريباً سننظف منطقة تل رفعت وغيرها من المناطق في الشمال السوري من المنظمات الإرهابية (الوحدات الكردية)”، موضحاً “سنؤمن في نهاية المطاف المناطق القريبة من حدودنا حيث يتجمع الإرهابيون وخاصة تل رفعت”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
واحتلت تركيا مناطق في الشمال السوري في السنوات الفائتة بعد تنفيذ عمليات عسكرية عدة، بمساندة ما يسمّى “الجيش الوطني” التابع لها، من بينها “درع الفرات” في 2016، و”غصن الزيتون” عام 2018، و”نبع السلام” في 2019 في مواجهة التنظيمات الكردية من مثل “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات الشعب” التي تصنفها تركيا بأنها تنظيمات إرهابية.
أثر برس