خاص|| أثر برس أقدمت قوات تابعة للشرطة العسكرية التركية مساء أمس، على طرد أهالي قرية “كباشين” التابعة لناحية “شيراوا” شرقي منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ومنحتهم مهلة يومين على الأكثر لحين استكمال خروجهم من القرية.
ونقلت مصادر محلية لـ “أثر” عن عدد من أهالي القرية، بأن القوات التركية تذرعت باضطرارها إلى خطوة طرد الأهالي، لضرورات متعلقة بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة داخل القرية، تعمل بشكل رديف لباقي القواعد العسكرية الرئيسية المجاورة وخاصة منها المتمركزة في قريتي “باصلحايا، وجلبل”، في حال انطلاق العملية العسكرية التي هدد الرئيس التركي “أردوغان” مؤخراً بتنفيذها شمالي حلب.
من جانبهم رفض عدد من أهالي القرية الخروج من منازلهم، الأمر الذي سارع مسلحو فصيل “فيلق الشام” التابع لأنقرة، إلى التعامل معه عبر إطلاق التهديد والوعيد للأهالي الذين يصرون على البقاء في القرية، حيث أشار الأهالي إلى أن مسلحي “فيلق الشام” هددوهم بأشنع عمليات التعذيب والاعتقال والحصار المعيشي في حال أصرّوا على موقفهم.
كما أبلغت القوات التركية أهالي “كباشين” البالغ عددهم أكثر من 400 شخص، بأنها عملت على تأمين مكان إقامة لهم، ضمن إحدى “المستوطنات” التي كانت أنشأتها أنقرة مؤخراً على مسافة قريبة من القرية، مخبرة إياهم بأن الإقامة ضمن تلك المستوطنة إلزامي، ولا يحق لهم اختيار المكان الذين سينتقلون إليه.
وبالفعل رصدت المصادر خلال ساعات نهار اليوم، بدء حركة النزوح بين أهالي القرية، الذين جمعوا ما تيسر لهم حمله من ثياب وبعض الأثاث، وتوجهوا نحو المكان الذي خصصته لهم أنقرة، فيما تشير التوقعات إلى أن بناء القاعدة العسكرية التركية الجديدة قد يبدأ خلال ساعات يوم الغد، حيث وصلت اليوم آليات ثقيلة ومعدات حفر خاصة إلى محيط “كباشين” لبناء القاعدة.
وتحمل خطوة تهجير أهالي قرية “كباشين” في طياتها، العديد من الأهداف التي تسعى أنقرة لتنفيذها في شمالي حلب، سواء لناحية توسيع نطاق التغيير الديموغرافي لسكان عفرين، أو لناحية تعزيز وزيادة كثافة مواقع انتشارها في الريف الشمالي بشكل عام، ضمن سياق الخطوات التي تتخذها أنقرة بشكل متسارع في الآونة الأخيرة على صعيد تنفيذ تهديدات الرئيس التركي بشنّ العمل العسكري.
في سياق متصل، واصلت القوات التركية تصعديها باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، من خلال عمليات قصف مكثفة استهدفت خلالها كلاً من قرى “كورهيوك، والبوغاز، والحمرا، وقرط ويران، والجات، والقاوقلي” بريف منطقة منبج الخاضعة لسيطرة “قسد”.
وتسبب التصعيد التركي الذي استمر على مدار ساعات الليلة الماضية، في إلحاق أضرار مادية جسيمة بمنازل وممتلكات الأهالي، في حين وردت معلومات مؤكدة لـ “أثر” حول إصابة 4 مدنيين على الأقل بجروح متفاوتة جراء القصف، الذي تم تنفيذ معظمه عبر القاعدة العسكرية التركية المتمركزة في محيط قرية “الشيخ ناصر” بريف منطقة الباب، والتي تسيطر عليها القوات التركية وفصائلها.
حلب- زاهر طحّان