أثر برس

بوادر تسوية أمريكية في أوكـ.رانيا: الأوروبيّون يضغطون على واشنطن

by Athr Press A

يبدو أن ضغط دول الاتحاد الأوروبي يزداد على واشنطن مع اقتراب قدوم الشتاء، إذ تفاقم الوضع سوءاً على الأوروبيين؛ لأن الحرب في أوكرانيا منعتهم من الحصول على الغاز الروسي، في حين اضطرت بعض الدول الأوروبية لشراء الغاز الأمريكي الطبيعي المسال بأسعار مرتفعة نتيجة لذلك.

ووفق التقارير، فإن 20% من محطات الوقود في فرنسا فرغت من الوقود يوم الثلاثاء، بعد قرار رفع ثمن الوقود من قِبل الحكومة الفرنسية وشركة “Total Energies”، وهذا أدى إلى اختناقات مرورية وطوابير من السيارات في شوارع العاصمة باريس.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مقالاً بعنوان: “واشنطن تقيّم إمكانية تسوية دبلوماسية مع حلول الشتاء”. وجاء في المقال: “إن المسؤولين الأمريكيين نصحوا نظراءهم الأوكرانيين ببلورة رؤية لتسوية تفاوضية انطلاقاً من ترجيحهم صعوبة تحقيق كييف أيّ إنجاز عسكري كبير بعد استعادتها السيطرة على خيرسون: أوّلاً: لأن القوات الروسية تراجعت إلى مناطق شرق نهر دنيبر القريبة جغرافيّاً من روسيا، حيث تمتلك مواقع عسكرية محصّنة، ما سيجعل أيّ قوّة مهاجِمة تتكبّد خسائر فادحة، إضافة إلى أن فصل الشتاء سيزيد من مصاعب شنّ مثل هذا الهجوم.

والنقطة الثانية التي أشار إليها المقال: هي خشية واشنطن وحلفائها من نفاد مخزونهم من الذخائر الذكيّة بسبب ضخامة الكميّات التي قاموا بإرسالها إلى أوكرانيا، ما سيَحرم الأخيرة من أهمّ العوامل التي سمحت لها بالانتقال إلى الهجوم المضادّ في أواخر الصيف.

وبخصوص البعد الثالث: فهو مرتبط بالمفاعيل الاقتصادية والاجتماعية للحرب على البلدان الغربية، مع تصاعد معدّلات التضخّم الناتجة من الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وما سيتأتّى عنها من اتّساعٍ لمعارضة الحرب في أوساط الرأي العام الغربي، ومطالبة بحلّ تفاوضي لها.

ويرى الأوروبيون أنهم أصبحوا ضحايا استراتيجية واشنطن في حربها مع روسيا، إذ يعتقد المختصون أن تكلفة الغاز الطبيعي المسال بالنسبة للأوروبيين أكبر من تكلفة خط أنابيب الغاز الروسي، وهذا دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولز في تشرين الأول الماضي للتعبير عن استيائهما من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال.

وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب والصحفي المتخصص في الشرق الأوسط وأوروبا أنطوان شاربنتيه في مقالٍ له في موقع “ليبان نيوز”: “إن بعض القادة الأوروبيين يخشون أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وإضعاف الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ تقترب فيه أوروبا من شتاءٍ قاسٍ مع ارتفاع أسعار الطاقة وتضخم قوي وركود محتمل”.

مضيفاً: “إنّ الأزمة في أوكرانيا تضع أوروبا على مفترق طرق: إما الاستمرار في اتباع الولايات المتحدة أو منع واشنطن من الاستفادة من الوضع الحالي”، مشيراً إلى أن القوى السياسية في أوروبا التي تدعي أنها في المعارضة وتتأهل للسيادة لا تتصرف بطريقة ذات مغزى في محاولة لانتزاع نفسها من الهيمنة الأمريكية على الدول الأوروبية.”

يشار إلى أن الولايات المتحدة لم تنجح بإدانة روسيا بالإجماع في البيان الختامي لقمة “العشرين” الاقتصادية التي عُقدت في بالي بإندونيسيا، إذ أقر البيان بوجود وُجهات نظر بين الدول المجتمعة بشأن مسألة أوكرانيا.

أثر برس

اقرأ أيضاً