أثر برس

بوتين يتجه إلى طهران الأسبوع المقبل.. نحو شكل جديد من التحالف

by Athr Press Z

من المفترض أن يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى طهران بتاريخ التاسع عشر من تموز الجاري، وبالرغم من أن زيارة بوتين ستكون مشتركة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيتم خلالها عقد قمة ثلاثية بين رؤساء إيران وتركيا وروسيا، إلّا أن التحليلات تهتم بالزيارة الروسية بشكل خاص، لا سيما بعد التخمينات الأمريكية التي أشارت إلى احتمال أن تترافق هذه الزيارة مع ظهور نوع جديد من التعاون بين الجانبين الروسي والإيراني لا سيما على الصعيد العسكري.

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن محللين قولهم:

“إن روسيا ترى في إيران حليفاً يمكن أن يساعدها في الالتفاف على العقوبات، حيث قال المسؤولون الإيرانيون علانية إنهم أصبحوا خبراء في التعامل مع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة ويمكنهم مشاركة معرفتهم واستراتيجيتهم مع روسيا”، وقال علي فائز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “يتمتع الإيرانيون بالكثير من الخبرة والقنوات التي استخدموها للالتفاف على العقوبات، ويمكنهم توفير ممرات للسلع الروسية للسفر عبر إيران إلى أماكن أخرى، وكل هذا مفيد لروسيا”، وأضافت الصحيفة أن “مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، جيك سوليفان، قال يوم الإثنين: إنه من غير المعروف ما إذا كانت إيران قد أرسلت بالفعل أياً من طائراتها بدون طيار إلى روسيا، لكن لدى الولايات المتحدة معلومات تشير إلى أن إيران تستعد لتدريب قوات روسية على استخدامها، في أقرب وقت من هذا الشهر”.

وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة “تايمز أوف إنديا”:

“في مواجهة رد فعل اقتصادي غربي عنيف بسبب تحركها في أوكرانيا، ترى موسكو أن طهران شريك رئيسي ومصدر محتمل للأسلحة، ووسط عزلة دبلوماسية مكثفة، وجدت إيران بشكل متزايد أرضية مشتركة مع روسيا، بما في ذلك خصم مشترك في واشنطن”، كما نقلت عن يوئيل جوزانسكي الخبير الخليجي والزميل البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله: “نرى ظهور كتلتين متعارضتين، الولايات المتحدة تحاول توحيد العالم العربي وعلى الجانب الآخر روسيا والصين وإيران”، لافتاً إلى أن “التعاون العسكري بين إيران وروسيا بدأ منذ أن حشدتا جهودهما لدعم الدولة السورية في الحرب”، وأضافت الصحيفة أن “قدرات إيران المتقدمة في مجال الطائرات بدون طيّار  قد تكون مفيدة لروسيا، وفقاً لمسؤولين وخبراء غربيين وخبراء في الأمم المتحدة”.

أما صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية فأجرت حواراً مع أستاذة العلوم السياسية والمستشرقة كارين غيفورغيان، التي قدّمت صورة حول آفاق التعاون مع الروسي-الإيراني المحتمل، مشيرة إلى وجود رغبة كبيرة بالتعاون بين روسيا وإيران من قبل الجانبين، مستدلة في حديثها إلى الطريقة التي احتضن بها الرئيس رئيسي بوتين في لقائهما الأخير، لافتة إلى أنه “أمر يحدث لأول مرة، على ما أذكر في حياتي، ذلك أن البروتوكول لا يقتضي ذلك”، وعلّقت على الحديث المتعلق بشراء روسيا لطائرات إيرانية بدون طيّار بقولها: “إيران لديها خطوط إنتاج لـ15 نوعاً من الطائرات المسيّرة، على أساس مسيّرات أمريكية وإسرائيلية، تم الاستيلاء عليها وتفكيكها، لكن ليس من الضروري شراء طائرات جاهزة منهم، يمكن شراء تراخيص أو قطع غيار، لدينا منشأة إنتاج للتجميع”، وفيما يتعلق بإمكانية إنشاء قواعد عسكرية روسية في إيران قالت غيفورغيان: “لا يجوز أن تكون هناك قواعد أجنبية، فهذا مخالف للدستور الإيراني، لكن تشغيل مرفأي -بندر عباس وشابهار- ممكن لقواتنا البحرية الموجودة في المحيط الهندي، ولا يُستبعد تأجيرنا أراضٍ إيرانية بالقرب من هذين المرفأين، أظن أن هذه القضية قيد النظر” وعلى الصعيد التجاري لفتت أستاذة العلوم السياسية إلى أن هناك حديثاً عن صادرات وواردات روسية عبر إيران، أي عبر ما يسمى بالممر الجنوبي،  وهو أحد الطرق الآمنة، بل طريق مريح وغير مكلف، من الهند أو حتى من الصين.

بحسب توقعات المختصين فإنه من المحتمل أن ينتج عن الزيارة الروسية إلى إيران شكلاً جديداً من التحالف بين الطرفين، يتناسب مع التطورات الدولية الجديدة التي تسببت بخلق عدة نقاط مشتركة في مصالح الطرفين، لافتين إلى أن هذا التعاون لا يدعو إلى الاستغراب حيث سبق أن تم التمهيد له من خلال عدة تفاصيل شهدها العام الجاري، كالمناورات العسكرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين شمال المحيط الهندي في كانون الثاني من العام الجاري، إلى جانب التعاون بين الجانبين في الملف السوري وغيرها من التفاصيل التي جمعت الجانبين الروسي والإيراني.

أثر برس 

اقرأ أيضاً