انتهت أمس الأربعاء الجولة الـ14 من محادثات أستانة في العاصمة الكازاخية، وصدر البيان الختامي للدول الضامنة مشدداً على ضرورة خروج القوات الأمريكية التي تتواجد بشكل لا شرعي في سورية، وضرورة عودة كافة الأراضي السورية وثرواتها للدولة السورية، ومنع إنشاء أي كيانات مستقلة في سورية، ما يشير إلى أن هذا البيان يتطرق لأول مرة إلى بعض الملفات كإنشاء كيانات مستقلة والتشديد على حالة الوجود الأمريكي اللاشرعي والاحتلال التركي لمناطق الشمال السوري، الأمر الذي أثار اهتمام الصحف للحديث عن هذه الجولة.
في جريدة “الأخبار” اللبنانية جاء:
“بدا أن جولة أستانة الأخيرة قد أفلحت في إعطاء فرصة جديدة لاختبار التوافقات في الملف السوري، وبرغم أنّ الجولة عُقدت وسط مؤشرات تُنذر بالتصعيد في الميدان، كما في الملف السياسي، فإنّ الانطباعات الأوّلية تُظهر تغليباً للتهدئة، وفضلاً عن المؤشرات العامة، تُجمع آراء مصادر عدّة، تحدثنا إليها على أنّ الجولة كانت ناجحة، وتشير المعلومات المتوافرة إلى توافق جديد بين مختلف اللاعبين على المضي في سياسة التوافق بالتقسيط.. وبالرغم من كل ما تقدّم، يظل الباب مفتوحاً أمام احتمالات التسخين الميداني، في ظل تأكيد دمشق المستمر أولويّة محاربة الإرهاب”.
ونشرت “الحياة” السعودية:
“لم يبدُ المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون معنيّاً بالتوتر في شمال شرقي سورية، ومع أنه يعرف جيداً أن ثمة ترابطاً بين إدلب والشمال الشرقي، إلا أن المبعوث الدولي يتحاشى أي إشارة الى ذلك ويفضّل التأكيد على صيغة الحاجة إلى تسوية سياسية حقيقية تضمن احترام سيادة سورية”.
أما “رأي اليوم” اللندنية فجاء في افتتاحيتها:
“البيان المشترك الذي صدر في نهاية جولة أستانة14 يُعتبر من أقوى البيانات التي صدرت عن مسار أستانة، يعني للوهلة الأُولى أن هناك اتّفاق بين الدول الضامنة على حسم المعركة في إدلب، أما التأكيد على معارضة الاستيلاء على موارد النّفط السوريّة ونقلها بشكلٍ غير قانونيّ، فإنّه يعني أنّ الدول الثّلاث الضّامنة، تُعارِض الوجود الأمريكيّ الاحتلاليّ في شرق الفُرات، وحتميّة عودة جميع العوائِد للدّولةِ السوريّة.. هل الأزَمَة السوريّة تقترب من نُقطة النّهاية بحيثُ يأتي عام 2021 بداية الانتِقال السياسيّ والمُصالحة الشّاملة واكتِمال تحرير واستعادة جميع الأراضي السوريّة إلى سِيادة الدّولة الأُم؟”.
يبدو أن بوصلة الأحداث في الحرب على سورية أخذت بالتوجه بشكل أوضح إلى حق الدولة السورية المشروع بكل السبل سياسياً وعسكرياً بتحرير كل بقعة على أرضها واستعادة ثرواتها ومواردها الطبيعية على امتداد الجغرافية السورية وتأكيد حلفاءها على هذا الحق، مايشير إلى مرحلة جديدة قادمة ستشهدها أروقة السياسة والجبهات.