وسط الحراك السياسي الذي تقوده الجهات الفاعلة في الملف السوري، أكد كل من المبعوث السوري الخاص للأمم المتحدة بسّام الصبّاغ، أن سورياما تزال تشهد المزيد من الضغوط الغربية في كافة المجالات لا سيما قطاع الدواء والصحة، وبدوره أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، أن الحل السياسي في سوريا يتجه نحو المزيد من التعقيد، لافتاً إلى أن الحل السياسي الشامل لن يكون وشيكاً.
وأكد مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بسّام الصبّاغ، خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت أمس الأربعاء إلى إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية في الملف السوري سواء بما يتعلق بالتواجد العسكري غير الشرعي في مناطق جنوب وشرق سوريا والسيطرة على الثروة النفطية السورية ودعم مشروع “الوحدات الكردية” الانفصالي، أو بما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي استهدفت مؤخراً القطاع الصحي.
وأشار الصبّاغ خلال الجلسة أيضاً إلى محاولات أمريكا وبعض الدول الغربية بتسييس الملف الإنساني في سوريا، وقال: “الولايات المتحدة والغرب يمارسوا على القائمين على الأعمال الإنسانية الضغط والابتزاز عبر التحكم بالتمويل، كما تستخدم هيئات دولية مختلفة أداة لممارسة الضغوط السياسية على سوريا بالتلاعب بنصوص الاتفاقيات الدولية الناظمة لها، أو بالانتقائية الخاطئة في تفسيرها”.
وقال بيدرسن، خلال الجلسة ذاتها: “إن السوريين منقسمون بشدة حول مستقبلهم”، لافتاً إلى أنه “لا يتم إحراز تقدم جوهري لبناء رؤية سياسية مشتركة لذلك المستقبل عبر عملية سياسية فعلية”.
وأضاف في بيان نشره عبر “تويتر” أمس الأربعاء: “إن الشعب السوري لا يزال عالقاً في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وحقوقية شديدة التعقيد وذات نطاق لا يمكن تصوره تقريباً”.
وتتزامن تصريحات بيدرسن، مع اجتماع عقده في الولايات المتحدة الأمريكية مع ممثلي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لمناقشة الملف السوري، وكذلك اجتمعت مجموعة من أعضاء “هيئة التفاوض” المعارضة، مع بيدرسن وممثلي الدول الغربية وأمريكا في جنيف، ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصدر خاص من “الهيئة” قوله: “إن جعبة بيدرسن فارغة وهناك الكثير من العقبات أمام الحل السياسي في سوريا” معتبراً أنه لا يوجد أمل في التوصل لأي حل سياسي.
واجتمع بيدرسن مؤخراً بعدد من المسؤولين العرب والأجانب بهدف بحث الملف السوري، وكان آخرها مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وأكد ابن فرحان عقب هذا اللقاء: “وجود محاولات لإيجاد طريقة للتواصل مع الدولة السورية، بطريقة تقدم تحركات ملموسة نحو حل سياسي”.
وتشير التقديرات إلى أن تصريحات بيدرسن تتزامن مع توجه بعض الدول نحو إعادة العلاقات مع دمشق، خصوصاً بعض الدول العربية وعلى رأسهم الإمارات وسلطنة عمان، إلى جانب الحديث عن مسار التقارب التركي- السوري.