أُجريت أمس الأربعاء، جلسة لمجلس الأمن تناولت الملف السوري، وتداعيات الأزمات القائمة في البلاد على الصعيدين الميداني والاقتصادي.
ولفت المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، إلى “التدهور المفاجئ” في الاقتصاد السوري، داعياً إلى “تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا التي لم تتلق سوى 25% من قيمة المبلغ المطلوب لتنفيذ أنشطة الإغاثة في عام 2023”.
وأكد أن العملية السياسية هي الحل الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا، معرباً عن قلقه البالغ من عواقب جمود هذه العملية.
من جانبه، أكد مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري يتطلب رفعاً فورياً للإجراءات الغربية القسرية وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” السورية.
كما نوّه السفير صبّاغ، في الجلسة باستمرار الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا، مطالباً مجلس الأمن بوضع حد لهذه الاعتداءات ومواجهة مرتكبيها، عملاً بميثاق الأمم المتحدة.
ووسط تزايد التحركات العسكرية الأمريكية شرقي سوريا، أشار صباغ إلى تبعات الوجود الأمريكي في البلاد وقال: “تستمر القوات الأمريكية الموجودة وجوداً غير شرعي على الأراضي السورية بانتهاك سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وبدعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية”، مضيفاً: “لقد تابعنا اليوم، وفي الاجتماعات المتعلقة بسوريا هذا الشهر، كيف تستغل الولايات المتحدة رئاستها مجلس الأمن لخدمة سياساتها الخبيثة، وذلك بدعوة أشخاص ارتبطوا بسياساتها، وعملوا لخدمة أهدافها بنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، والسماح لهم باستخدام عبارات غير مناسبة، وهذا النوع من الممارسات الخاطئة يشوه مشاركة ممثلي المجتمع المدني في مناقشات مجلس الأمن، ويعطي صورةً خاطئةً عنها، ويحرفها عن هدفها الحقيقي، وهو أمر يتناقض مع عضوية واشنطن الدائمة في مجلس الأمن”.
كما شدد سفير سوريا على ضرورة إنهاء الوجود العسكري التركي في سوريا، مشيراً إلى أن “استمرار الوجود غير الشرعي للقوات التركية على الأراضي السورية، يعوق تثبيت الاستقرار فيها، وذلك جراء استمرارها بدعم وحماية الإرهابيين، إلى جانب سياسات التتريك والتغيير الديمغرافي التي تخدم مصالحها”.
بدوره، عد مندوب تركيا الدائم في الأمم المتحدة السفير سادات أونال، أن الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى حماية الحدود التركية الجنوبية، وقال: “وفق حق تركيا في الدفاع عن النفس الناشئ عن ميثاق الأمم المتحدة، فإنها ستواصل نضالها لمحاربة كل أشكال الإرهاب في سوريا وإحباط الأجندات المزعزعة للاستقرار والانفصالية للتنظيمات الإرهابية”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
ودعا أونال، إلى ضرورة تأمين عودة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن “تركيا تستضيف حالياً أكبر عدد من اللاجئين، ويجب أن تكون عملية تسهيل عودتهم جزءاً أساسياً من الجهود المبذولة لحل الأزمة في بلادهم”.
وتتزامن جلسة مجلس الأمن مع هدوء التحركات في عدد من الملفات السورية، سيما مسار التقارب السوري- التركي الذي لم يطرأ عليه مؤخراً أي مستجدات عملية، إلى جانب تزامنها مع تراجع الوضع الاقتصادي في البلاد، وتدني مستوى الأمن الغذائي في البلاد، وسط خروج أحد أهم الأراضي السورية عن سيطرة الدولة، حيث تسيطر القوات الأمريكية على مناطق الشرق السوري الغنية بالحقول النفطية، بينما تسيطر القوات التركية وفصائلها على مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى سيطرة “هيئة تحرير الشام” وغيرها من الفصائل المسلحة على مناطق غربي سوريا.