خاص || أثر برس ضرب تأسيس جمعية “تعدد الزوجات” في ريف حلب الشمالي بقوةٍ خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، لتتصدر المعلومات المتداولة عنها، قائمة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي المحلية بشكل عام، والتابعة للمعارضة والفصائل المسلحة الموالية لتركيا على وجه الخصوص.
فبطريقة مفاجئة، انتشرت خلال ساعات أمس الاثنين، صورٌ بثها ناشطون ضمن مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، تضمنت مكتباً في مدينة إعزاز التي يسيطر عليها مسلحو تركيا في ريف حلب الشمالي، حيث تصدرت المكتب لوحة تحمل عبارة “جمعية تعدد الزوجات” مع شعار عبارة عن رسم رمزي لرجل يتوسط أربعة نساء، اثنتان من كل جانب.
وترافقت الصور مع منشورات تؤكد تأسيس أول جمعية لتعدد الزوجات في سوريا، بهدف تشجيع الرجال على الزواج بأكثر من امرأة والمساهمة في تخفيف عدد الأرامل والمطلقات ضمن مناطق النفوذ التركي شمال حلب، فيما ظهرت امرأة في إحدى الصور، قِيل إنها المؤسسة للجمعية، التي تم التأكيد من قبل ناشري الصور، على أنها نالت كل التراخيص اللازمة لبدء عملها في مدينة إعزاز كمرحلة أولى.
وأثار إعلان تأسيس الجمعية، موجة من الآراء المتضاربة بين أوساط القاطنين ضمن مناطق النفوذ التركي شمال حلب، كما امتدت تلك الموجة إلى مناطق الدولة السورية بما فيها مدينة حلب، حيث تنوعت الآراء ما بين الساخرة في غالبيتها من فكرة الجمعية، والمؤيدة لها ضمن إطار الأهداف الاجتماعية البحتة.
وعلى حين لاقت فكرة الجمعية رفض واستنكار شريحة كبيرة من القاطنين ضمن إعزاز وباقي مناطق الريف الشمالي، بادر عدد من قياديي الفصائل المسلحة الموالية لتركيا إلى إعلان دعمه لتأسيس الجمعية وفكرتها، متذرعين بـ “ستر الأعراض” والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وحاولت مصادر “أثر” في شمال حلب، التقصي عن حقيقة مسألة تأسيس الجمعية، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل في ظل عدم وجود أي عنوان صريح يدل على موقعها، أو حتى هوية مؤسستها وشريكاتها، في حين تمثلت المعلومة الوحيدة بتأكيد ما يسمى “المجلس المحلي لمدينة إعزاز” التابع لتركيا، على أنه لم يمنح أي ترخيص للجمعية أو أي جمعية أخرى مشابهة، خلافاً لما تم نشره عن حصول مؤسِسة “جمعية تعدد الزوجات” على الترخيص اللازم.
وما بين تأكيد صحة خبر تأسيس الجمعية ونفيه، وبحسب ما رصده “أثر” عبر صفحات التواصل الاجتماعي سواء ضمن مناطق الدولة السورية أو في مناطق مسلحي تركيا، تحولت فكرة تأسيس جمعيات لتعدد الزوجات إلى حلم يدغدغ أذهان الكثيرين من الرجال المتذرعين بحماية المجتمع من الآثار السلبية الاجتماعية التي خلفتها الحرب، وكابوسٍ يجثم على صدور الغالبية الساحقة من السيدات المتزوجات المدافعات عن تماسك بيوتهن والحفاظ على “ظل” رجالهن من الذهاب إلى امرأة، أو ربما نساء أخريات.
زاهر طحان – حلب