كثر الحديث خلال الفترة الأخيرة عن الملفات الشائكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،وخصوصاً بعد إصداره الأمر باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، إضافة إلى قرار مجلس الشيوخ ببدء محاكمة الرئيس ترامب بتهم بإساءة استغلال السلطة، وإعاقة تحقيقات الكونغرس الأمريكي، وغيرها من الملفات المرتبطة به سواء كانت في الداخل الأمريكي أو الخارج.
ويبدو أن أحد أبرز هذه الملفات هي المحاولات الأمريكية لإدخال وسطاء بهدف إيقاف الرد الإيراني على عملية الاغتيال، فنشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية:
“إن ترامب تحدث مرتين هذا الشهر عبر الهاتف مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي عرض أن يكون وسيطاً بين واشنطن وطهران على أمل تفادي نشوب صراع خطير، علماً أن البيت الأبيض لم يكشف إلا عن اتصال واحد، لكن العديد من مسؤولي إدارة ترامب يشككون في أن جهود الوساطة القطرية ستكون أكثر نجاحاً من جهود فرنسا أو اليابان أو عُمان أو باكستان، والتي فشلت جميعها في تحقيق انفراجة دبلوماسية، يقول مسؤول أميركي “إن قطر تعمل على مستويات عالية من تلقاء نفسها ومن دون تفويض .. وجل التركيز الأمريكي عقب اغتيال سليماني ينصب على احتواء الأضرار في العراق”.
كما تحدثت “واشنطن بوست” الأمريكية عن شخصية ترامب وسياسته، فقالت:
“لم يدرك ترامب بتاتاً أنه يؤكد كل الصور النمطية المعادية للولايات المتحدة على هذا الكوكب، إذا كنت تعتقد أن الولايات المتحدة هي إمبريالية جشعة مصممة على إسقاط الكوكب ونهب بلدان أخرى بجيش من المرتزقة، فإن ترامب يبدو عازماً على إقناعك بأنك على حق، إنه تجسيد للأمريكي القبيح وإن تأثيره القبيح على المكانة الأميركية في الخارج قد يستغرق عقوداً كي يزول”.
أما صحيفة “نيزافيتسيا غازيتا” الروسية فتناولت ملف محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ الأمريكي، مخصصة في صفحاتها مقالاً عن الداخل الأمريكي وطريقة تعامل ترامب معه، فنشرت:
“يبقى السؤال المثير للفضول في مجلس الشيوخ عن التكتيكات التي سيختارها ترامب؟ بعد محاكمته هل سيرغب في إنهاء القضية بسرعة أم تأخير العملية، وتحويلها إلى محاكمة للديمقراطيين؟ .. إذا كان الرهان حقاً على الانتهاء السريع من العملية، فهذا يعني أن الجمهوريين قرروا عدم اختبار القدر، فمن حيث المبدأ، يمكنهم كما يمكن لخصومهم الديمقراطيين تقديم شهودهم إلى مجلس الشيوخ، وفي هذه الحالة، سيكون هناك تبادل ترويجي للهجمات”.
يؤكد الكثير من المسؤولين الأمريكيين على أن سياسة ترامب، طرحت صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم بصورة سيئة، تتمثل بأنها دولة طامعة في ثروات باقي الدول، ما أفقدتها ثقة حلفاءها بها، إضافة إلى وضع بلاده بموقف المترقب للرد الإيراني على عملية اغتيال سليماني الذي بدأ باستهداف قاعدة عين الأسد في العراق ومقتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين، لكن بالنسبة لترامب فإن جل ما يمكن أن يحدث له هو خسارته لمنصب الرئاسة الأمريكية، لكنه بالمقابل وفي نهاية فترة رئاسته وضع بلاده أمام تحديات صعبة للغاية ومآزق جديدة لم تكن بالحسبان.