تشهد منطقة “حوض اليرموك” في ريف درعا الغربي معارك شبه يومية بين فصائل معارضة متحالفة مع “جبهة النصرة” من جهة، ومسلحو “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” من جهة أخرى.
وغدت المعارك أشبه بحلقة مفرغة بين هجمات يشنها الأخير تارة، ومعارك لا تستمر إلا ساعات تشنها “النصرة” والفصائل المعارضة تارة أخرى، دون أن تتغير خطوط التماس بين الطرفين.
ولكن لهذه المعارك طرف ثالث، تمثل بالمدنيين الذين يدفعون الثمن، من الأرواح والنزوح والحصار والفقر والجوع.
وعلى امتداد المساحة الجغرافية بين مناطق سيطرة الطرفين تنتشر آلاف الدونمات من السهول الزراعية، التي تشتهر منذ عشرات السنين بجودتها ووفرة المياه فيها، ما جعلها خزانًا للمحاصيل الزراعية لكامل المنطقة الجنوبية.
وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، وأمام شح مادة القمح والانقطاع المتكرر للطحين، توجه المزارعون لزراعة القمح دون غيره من المحاصيل، بهدف توفير حاجة المنطقة من هذه المادة، بغض النظر عن توزع السيطرة العسكرية في المنطقة، فالحاجة إلى الخبز لا تُفرق بين مناطق سيطرة الطرفين.
وفي ظروف الحرب التي تعيشها منطقة حوض اليرموك، تصبح المخاوف من النيران أضعافاً مضاعفة، فأي طلقة أو قذيفة عشوائية كفيلة بإشعال المحاصيل الزراعية،
لتتحول هذه المخاوف خلال الأسابيع الماضية إلى واقع عايشه المزارعون في عموم ريف درعا الغربي، إذ التهمت نيران المواجهات شبه اليومية بين مقاتلي المعارضة و”النصرة وداعش” مئات الدونمات من القمح.
وتعتمد فصائل المعارضة و”جبهة النصرة” إلى أسلوب الخنق الاقتصادي وحرق المحاصيل الزراعية، مثلما حصل قبل عدة أيام في بلدتي “الفوعة والكفريا”، بعد أن حرقت فصائل المعارضة محاصيل القمح في البلدتين المحاصرتين منذ ثلاث سنين، والتي تحتوي على أكثر من 3 آلاف مدني محاصر.