تبدأ يوم غد الثلاثاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسط حالة تصعيد وتوتر لافت تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وحراك عسكري أمريكي في المنطقة من خلال إرسال التعزيزات العسكرية إجراء تعديلات معينة على انتشار القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، تشير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن “التحدي المباشر الذي سيواجه الرئيس القادم سيكون احتواء الحرب المتوسعة في الشرق الأوسط والتوصل إلى وقف لإطلاق النار لتحرير الرهائن الذين اختطفوا من إسرائيل واحتجزهم مسلحون في غزة مع زيادة المساعدات للفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف وصفها كبار المسؤولين في الأمم المتحدة بأنها كارثية”.
ويُعد ملف الرد الإيراني على “الهجوم الإسرائيلي” الذي استهدف قواعد عسكرية في إيران هو الحدث الأبرز، فوفق الخبراء فإن هذا الحدث من شأنه أن يحكم مستقبل التصعيد في المنطقة، وفي هذا الصدد لفت رئيس تحرير مجلة “المجلة” إبراهيم حميدي في تقرير نشرته “المجلة” إلى أنه “في 2024 يعود مشروع تغيير الإقليم إلى الواجهة، لكن بقيادة إسرائيلية” مضيفاً أنه “اتضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تعمل منذ سنة، وفق استراتيجية إقليمية تحويلية، تتمحور حول مواجهة إيران ووكلائها وهزيمتهم بهدف تشكيل شرق أوسط جديد بشكل جذري. وأوضح تعبير على ذلك هو خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، عندما قسم الشرق الأوسط الجديد إلى قسمين: واحد يتعاون مع إسرائيل، والثاني تابع لإيران”.
وأشار حميدي إلى أنه “في حال فوز ترامب، من المرجح أن يدخل منصبه بتوجه إيجابي نحو حكومة نتنياهو اليمينية، وينتهج علاقة ثنائية أكثر متانة مع محاولة الخروج من السياسات الأميركية التقليدية عبر عقد صفقات ومقايضات”.
أما في حال فوز هاريس، فيقول حميدي: “من المرجح أن تواصل سياسة إدارة بايدن، التي كانت واقعة تحت نفوذ نتنياهو على مدار العام الماضي، وإن كان خطابها مختلفاً”.
فيما يرى بير الباحثين في معهد هادسون في واشنطن جويل رايبرن، في حديث مع قناة “الحرة” الأمريكية أن “ترامب هو الرئيس الأفضل لاستقرار الشرق الأوسط فقط، بل وللأمن الدولي أيضاً”.
ويعتبر في الوقت نفسه “أن سياسة بايدن وهاريس هي “مجرد تكرار لسياسة أوباما الفاشلة تجاه إيران، والتي كانت تتمحور حول السعي مرة أخرى إلى التوصل إلى اتفاق واسترضاء النظام الإيراني برفع العقوبات عنه دون الطلب منه وقف دعمه للإرهاب، وانتشار الصواريخ الباليستية وما إلى ذلك. وهذا ما أدى إلى اندلاع الصراع الذي نراه الآن. لم يسعى ترامب إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكنه كان يمارس الضغط على جميع الجبهات”.
أما بالنسبة لسوريا والتدخل الأمريكي فيها، فيرى الخبراء أن سياسة واشنطن إزاء دمشق لن تتأثر بالرئيس المُنتخب، وإنما تحديد هذه السياسات يعتمد على ثلاث مؤسسات هي “الكونغرس، والبنتاغون، والبيت الأبيض”.