بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان وانتشار مشاهده الكارثية عالمياً، بحث الأكراد في سوريا عن تطميناتٍ تبعد كابوس الانسحاب الأمريكي من سوريا وتزرع الطمأنينة في قلوبهم.
ومنذ الانسحاب من أفغانستان وحتى الأيام القليلة الماضية توالت التصريحات والتأكيدات والتطمينات الأمريكية تجاه الأكراد بأن الانسحاب الأمريكي من سوريا غير ممكن.
ومن جملة تلك التصريحات، كان آخرها للمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية القائدة البحرية جيسيكا مكنولتي التي أفادت بأن الولايات المتحدة ستبقي 900 عسكري من قواتها في سوريا للعمل مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبحسب ما نقله الموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية “Defense One” عن مكنولتي، في 8 من تشرين الأول، فإن المهمة الوحيدة في سوريا هي هزيمة تنظيم “داعش”، بخلاف ما صرح به الرئيس السابق دونالد ترامب سابقاً بأن بقاء أمريكا من أجل النفط.
من جهتها، قالت الزميلة البارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ناتاشا هول، لـ”Defense One” إن وجود القوات الأمريكية لا يقتصر على مجرد استهداف تنظيم “اداعش”، بل يتعلق أيضًا يمنع تركيا من التقدم.
ووفق هول، إذا انسحبت القوات الأمريكية، فمن المرجح أن تتقدم تركيا، مما يجبر “قوات سوريا الديمقراطية” و”مجلس سوريا الديمقراطية” على السعي لتحقيق مصالحة سياسية غير مواتية مع دمشق لتجنب الاستيلاء على المنطقة من قبل تركيا.
وصرّحت الرئيسة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، في 7 من تشرين الأول، أن المسؤولين الأمريكيين قدموا التزامًا واضحًا للكرد خلال ببقائهم في سوريا، خلال لقاءات لوفد “مسد” في واشنطن مع ممثلين للبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين.
واعتبرت أن الولايات المتحدة قدمت هذه المرة التزاماً واضحاً، بعد أن “لم يكونوا واضحين أثناء رئاسة دونالد ترامب وخلال الانسحاب من أفغانستان”.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد قرر في تشرين الأول 2019، سحب القوات الأمريكية من المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمال شرقي سوريا بعد أن قدّم وعوداً مماثلة بالبقاء للحفاظ على الوجود الكردي في المنطقة، ليعود ويتراجع عن قراره بعد هجوم عسكري تركي على مناطق قرب الحدود السورية التركية شمال محافظتي الحسكة والرقة.