في ظل المتغيرات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال أحد أبرز رموز إيران عسكرياً وسياسياً قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، المجتمع الدولي بأكمله مشغول بمراقبة القرارات والإجراءات التي ستقدم عليها إيران والعراق من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، إضافة إلى مراقبة حجم قوة وقدرة كلا الجانبين.
والبداية مع صحيفة “الغارديان” البريطانية التي نشرت:
“اغتيال سليماني حقق نصراً لإيران عندما صدق البرلمان العراقي على قرار يطالب بالعمل على رحيل القوات الأمريكية من البلاد، ويرد على تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بأن العراقيين خرجوا يهتفون ابتهاجاً لاغتيال سليماني بأن اغتياله أضعف القوى المناوئة لإيران في بغداد، وأن ضبط طهران نفسها سيقوي شوكة الأطراف العراقية الموالية لإيران .. والرأي العام الموالي لإيران قد يجد طريقه أيضاً إلى عدد من العواصم في المنطقة، لأن الناس بدأوا يستنكرون تهديدات ترامب، الذي أصبح أقل رؤساء الولايات المتحدة شعبية في الشرق الأوسط”.
وفي “آي” البريطانية جاء:
“من السذاجة الاعتقاد بأن محور المقاومة سينهار ومعه الحرس الثوري لمجرد اغتيال أحد قادته، فالإيرانيون خططوا لمثل هذا اليوم.. وقد تحول سليماني الآن إلى شهيد رمز عند أنصاره، ولذلك فإن مقتله قد يؤدي إلى نتيجة عكسية تماماً ويجلب المزيد من التأييد لتلك الجماعات، مثلما حدث مع اغتيالات مشابهة، على غرار مقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية عام 2008”.
أما “رأي اليوم” اللندنية فأشارت إلى أن:
“رصاصة الثأر الأُولى من اغتِيال الأمريكية لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جاءت سياسيّة تشريعيّة وانطَلقت من البرلمان العِراقي الذي اتّخذ قراراً بالأغلبيّة اليوم بطرد جميع القوات الأجنبية، وعلى رأسها الأمريكية، من العراق وإلغاء الاتفاقيّة الأمنيّة، ومنع أي استخدام للأجواء العراقية .. اغتيال سليماني لم يجعل منطقة الشرق الأوسط والمصالح الأمريكية فيها أكثر أماناً، وإنّما أكثر خُطورةً، وأشعل فتيل حرب قد تكون الأخيرة في المِنطَقة، وستكون أمريكا وحلفاؤها وقودها، فإمّا حياة بكرامة أو موت بشرف، أمّا الإذلال الأمريكيّ فلن يستمرّ ولا يجب أن يستمر، وهذا لِسان حال كُل الشّرفاء في المِنطَقة، وساعة الصّفر أوشكت”.
واضح أن الآمال التي كانت تعقدها الإدارة الأمريكية أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على اغتيال الفريق سليماني والقائد المهندس، انقلبت بشكل عكسي على الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط، لا سيما الكيان الإسرائيلي فحالة الاستنفار والقلق الأمريكي والإسرائيلي مستمرة، مع استمرار التهديدات الإيرانية والعراقية، أما المجتمع الدولي بانتظار الحدث الذي سيقلب الموازين وقد يؤدي إلى خروج القوات الأمريكية من المنطقة أو تحملها لعاقبة هذا الوجود، والذي يعني أن الكيان الاسرائيلي ليس بمأمن أيضاً عن تبعات عملية الاغتيال .