علّقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيان وزارة الخارجية السورية الذي أكد أنه لا معلومات لديها حول الصحفي الأمريكي الذي اختفى في سوريا “أوستن تايس”، بأن واشنطن لا تزال تعتقد أن تايس موجود لدى الدولة السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي نيد براس، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء: “إن رأي واشنطن في الموقف السوري تجاه الصحفي الأمريكي المحتجز أوستن تايس لم يتغير”، معتبراً أن الحكومة السورية لا تزال أمام فرصة لإطلاق سراح “تايس”.
وأشار برايس، إلى أن الحكومة الأمريكية تحاورت بشكل مباشر مع الدولة السورية لمحاولة إعادة أوستن إلى بلاده، فيما تؤكد الدولة السورية أنه لا معلومات لديها حول تايس وغيره من المختفين الأمريكيين.
وجاء حديث المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بعد بيان أصدرته الخارجية الأمريكية حول اختفاء تايس، جاء في “تنفي حكومة الجمهورية العربية السورية أن تكون قد اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية” مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية بتشجيع مواطنيها على السفر إلى سوريا والدخول إلى أراضيها دون إذنٍ من حكومتها وبشكلٍ غير شرعي، عبر معابر حدودية غير نظامية أو بالتسلل إلى مناطق خارجة عن سيطرة الدولة السورية، تخرق اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وكانت الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طالب الحكومة السورية في 10 آب الجاري، الحكومة السورية بالإفراج عن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، زاعماً أنه “نعلم على وجه اليقين أن الصحفي الأمريكي أوستن تايس كان محتجزاً من قبل الحكومة السورية”.
وسبق أن لجأت واشنطن إلى العديد من المحاولات للتواصل مع الدولة السورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر إدخال وسطاء من دول عربية، وكان أبرز هذه المحاولات عام 2020 عندما تم الإعلان عن زيارة قام بها وفداً أمريكياً إلى دمشق للتفاوض بشأن الأمريكيين المختفيين في سوريا وعلى رأسهم الصحفي أوستن تايس، دون أن يُثمر عنها أي نجاح بالنسبة للإدارة الأمريكية، حيث اشترطت دمشق الانسحاب الأمريكي الكامل من سوريا قبل إجراء أي تفاوض مع واشنطن، ومحاولة أخرى جرت عام 2017 عندما اتصل مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك مايك بومبيو، بمدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، لكن تعطلت حينها الاتصالات بعد الضربات الصاروخية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
يشار إلى أن أوستن تايس، هو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، واختفى في سوريا عام 2012، حيث أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن مسؤولين أمريكيين سابقين تجاهلوا ملف تايس، مما أثار تساؤلات حول سبب ذهابه إلى سوريا.