خاص|| أثر برس ينتشر عدد كبير من “بسطات” بيع الموبايلات مجهولة المصدر أو “بلا كرتونة”، على الرصيف المجاور لـ “برج دمشق”، الذي بات يعرفه السوريون بـ “ببرج الموبايلات”، لكثرة عدد المحال التي تبيع الأجهزة الخليوية وقطع تبديلها.
يقول باعة يعملون على بسطات تحت جسر فكتوريا بأنهم لا يهتمون لـ “الكرتونة”، التي تثبت ملكية الهاتف للباحث عن بيعه بصورة عاجلة، ويكتفون بأن يكون من يرغب ببيع موبايله حاملاً لـ “شريحة هاتف”، ليقوموا بتجريبه لكن هذه الخطوة هي من باب تحميل المسؤولية لصاحب الشريحة سواء أكان هو من يقوم ببيع الموبايل أم سواه، فملاحقة الهاتف المسروق تتم عبر أول شريحة تشغل فيه بعد بلاغ السرقة.
زبائن هذه البسطات هم غالباً من متوسطي الحال وما دون ذلك، فهم يبحثون عن “الأرخص”، حتى وإن كان في الأمر خطورة، ويعد الهاتف المباع بلا “كرتونة”، أرخص مقارنة بجهاز من ذات الموديل، حيث ينقص ما يقارب 20 30% من قيمة الهاتف السوقية بمجرد ضياع علبته الكرتونية.
يعمل أصحاب البسطات لصالح المحال التجارية التي تنشط في المنطقة، أو يقيمون معهم علاقة تجارية بأن يشتروا الجهاز بسعر أقل من واقعه ليقوموا ببيعه للمحال التي تمتلك رأس مال أكبر من صاحب البسطة الذي يحتاج لأن “يُقلّب رأس ماله بسرعة”، لتحقيق أكبر نسبة أرباح يومية، ولا يقل ربح أي من أصحاب البسطات عن 200 ألف يومياً، وقد يصل لأكثر من ذلك، وكلٌّ حسب “حربقته”، وفقاً لتعبير أحد الباعة.
يقول أحد الباعة ساخراً خلال حديثه لـ “أثر برس”، بأن من يُسرق هاتفه يجب أن يبحث عنه في سوق البسطات، وهناك احتمال كبير لأن يجده، ومع تزايد ظاهرة “نشل الهواتف”، من الأماكن المزدحمة فإن “النشالين”، يرتادون مثل هذه الأسوق لبيع ما “ينشلونه” من أجهزة، ويضيف: “من يتكرر رؤيته السوق ليبيع أجهزة يُنظر إليه من قبل أصحاب البسطات على إنه نشال، وغالباً ما يعرض عليه أسعار بخسة بالهواتف التي يعرضها للبيع”.
يعد هذا السوق من الأماكن قليلة الرقابة على الرغم من كونه يقع وسط دمشق، وغالباً ما يشهد مشاجرات بين الباعة بسبب الخلاف على زبون ما، ومع ذلك يبقى من الأسواق التي يؤمها زبائنها الذين يعدون من نوعية خاصة.