بعد الحرب التي استمرت في سوريا لثمان سنوات، بدأت بعض من الدول بالسعي لإعادة علاقاتها مع الدولة السورية، وذلك بعدما شاركت بحصارها، ومن جهة أخرى كانت لهذه الحرب منعكساتها على الوضع المعيشي والاقتصادي والخدمي في سوريا، ما يجعل المرحلة الحالية والمقبلة مرحلة مواجهة لعلاج هذا المنعكسات.
صحيفة “رأي اليوم” اللندنية نشرت مقالاً للصحفي كمال خلف، حذر فيه من الإشاعات التي تنتشر بين أوساط الشعب السوري، التي من شأنها أن تؤثر سلباً فيه، فقال:
“ما يجب الإشارة إليه والتحذير منه في هذه المرحلة، هو كم من الشائعات التي تغزو مواقع التواصل فيما يخص الوضع في سوريا، يتناقلها الناشطون على أنها حقيقة، ومع مشاعر الاستياء من الوضع المعيشي الصعب وسوء الإدارة، يتحمس الكثيرون لتفعيل الإشاعة دون أن يدققوا في مدى صحتها، وتجد الإشاعة وفق هذه الظروف بيئة خصبة للتكاثر والتأثير والتحريض”.
كما قدمت صحيفة “تشرين” السورية مقترحات، يمكن أن تزيد من وتيرة العمل لتطوير المجتمع السوري، حيث جاء فيها:
“نحتاج حقيقة إلى مزيد من العمل لتوظيف النتائج في مسارات أكثر تصاعداً، كل هذه المخرجات تدعونا إلى أن نساهم في تطوير الصناعة الوطنية وفق الخطط المرسومة والانطلاق إلى مرحلة التنفيذ، ولتكون الصناعة الوطنية خالصة وبأيدٍ وطنية، وأن تتبوأ مكانة عالمياً، فصناعتنا جديرة وقادرة على أن تحتل مواقع متقدمة في الصناعة العالمية”.
بينما تحدث كاتب مغربي في “القدس العربي” عن الطريقة التي يجب أن يتم التعامل بها مع السوريين، متوجهاً بحديثه إلى بلاده أيضاً، إذ كتب في الصحيفة:
“سوريا ستتعافى وستخرج من محنتها أكثر قوة ومضاء، وستكون حلقة أساسية لشرق أوسط جديد، لذلك حري بالمسؤولين الإداريين المغاربة التعامل مع المواطنين السوريين، ممن يرتبطون بعلاقات ومصالح مع المغرب، تعاملا يراعي الجوانب الإنسانية والأواصر التاريخية، والتوجه الجديد للدبلوماسية المغربية.. ولا يسع المرء إلا أن يبتهج للسوريين المقيمين في المغرب، ممن أسهموا ويسهمون في حركتيه الاقتصادية والثقافية والعلمية، في احترام تام لقوانين البلد ومؤسساته”.
من الطبيعي بعد هذه الحرب، أن يعاني الوضع العام في سوريا من ارتداداتها ووضعه أمام تحديات عدة، على الصعيد السياسي والاقتصادي والخدمي، لكن بالتأكيد فإن المطلوب من السوريين في هذه المرحلة هو المزيد من الوعي والصبر ريثما تتمكن مفاصل الحياة في سوريا من استعادة عافيتها.