أثر برس

تحدي العتمة.. ريمة مسعود أول طالبة كفيفة تحصل على الدكتوراه باللغة العربية في دمشق

by Athr Press H

ريمة إبراهيم مسعود ،فقدت بصرها وهي طفلة، لكنها أصرت بقوة على تجاوز هذه المحنة، لتنجح في اكتشاف نفسها وقدراتها لتبتسم للحياة وتشعر بأيادي الأمل تمتد نحوها، وتعيش حياتها الطبيعية كأي إنسان عادي معتمد على نفسه.

فالسيدة ذات الأعوام الـ 47 ولدت في مدينة السويداء وفقدت بصرها بشكل كامل بعد 5 سنوات من ولادتها، التحقت بمعهد رعاية المكفوفين في دمشق وتركته في الصف الرابع الابتدائي، وبعد عدة سنوات اكتشفت أن مصيرها سيكون مجهولاً وعليها إكمال دراستها.

تمكنت ريمة من إتمام دراستها ونالت الطالبة الكفيفة الدكتوراه في قسم اللغة العربية بعنوان “صورة الكون والحياة عند شعراء العصر العباسي الأول” بتقدير امتياز وعلامة مقدارها 90 درجة.

وتروي ريمة لموقع “الوطن أون لاين”، قصة مشوارها مع النجاح، مشيرةً إلى أن إصرارها الدائم على الدراسة دفعها لنيل الشهادة الإعدادية بعد تقدمها لامتحان الصف السابع بأسبوع بمعدل 252 علامة، من أصل 290.

وبعد سنتين تقدمت بشكل نظامي إلى امتحان الشهادة الثانوية في الفرع الأدبي في مدارس السويداء وحصلت على 205 علامات، وكانت من العشرة الأوائل على مستوى القطر.

لتبدأ بعدها رحلتها الجامعة بعد تسجيلها بكلية اللغة العربية، حيث حصلت على المركز الأول بمعدل وصل إلى 77.62 على الرغم من عدم وجود شيء خاص بالمكفوفين، ولم تكن طريقة “بريل” سهلة بسبب كثافة المحاضرات والكتب، لتسعى جاهدة إلى نيل دبلوم الدراسات العليا الأدبية سنة 1999-2000 وتبدأ رحلة التحضير للماجستير باختيارها عنوان البحث “الحيوان في شعر البحتري” الذي وصل إلى 500 صفحة من القطع الكبير، لتنال رسالة الماجستير بتفوق.

وانطلقت بعدها رحلتها مع الدكتوراه بإشراف الدكتور خالد الحلبوني، وتمكنت من اجتيازها بتقدير امتياز.

ريمة اليوم مدرسة لغة عربية في جامعة دمشق لغير المختصين، وهي مهتمة بتعلم اللغات حيث حصلت على شهادة التوفل في اللغة الإنجليزية وتعلمت الفارسية ووصلت لمستوى عالٍ فيها، كما حصلت على درجة ممارس في البرمجة اللغوية العصبية، وتسعى لإجراء أبحاث مهمة للنهوض بذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى الأطفال والنساء.

أثر برس 

اقرأ أيضاً