أثر برس

تحذيرات من عملية عسكرية تركية شمالي سوريا.. هل الأمر بهذه السهولة؟

by Athr Press Z

شهدت جبهات الشمال السوري وخطوط الاشتباك بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” خلال الفترة الأخيرة تصعيداً لافتاً أنذر باحتمال شن عملية عسكرية تركية في تلك المنطقة لاستكمال مشروع أنقرة الذي أطلقت عليه اسم “المنطقة الآمنة” وأشارت مصادر “أثر” حينها إلى أن العملية بانتظار ضوء أخضر أمريكي، وتزامن هذا الحديث مع تدريبات عسكرية وتعزيزات عسكرية تركية وصلت إلى المنطقة، إلى جانب تشكيلات عسكرية جديدة ضمت فصائل أنقرة تحت مسميات جديدة مثل “غرفة عزم” مع الحديث عن تمدد لنفوذ “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” في ريف حلب الشمالي بالتنسيق مع تركيا، جميع هذه التطورات جعلت احتمال شن عمل عسكري تركي محط اهتمام المحللين في الصحف العربية والأجنبية.

وصحيفة “القدس العربي” اللندنية أشارت إلى ارتباط مصير هذه العملية، بالمحادثات السياسية الأخيرة التي تجري حول سوريا حيث نشرت:

“رغم الخلافات التركية الروسية الظاهرة في الملف السوري، فإن كثيرون يعولون على القمة المرتقبة بين أردوغان وبوتين في موسكو من أجل منع حصول مواجهة عسكرية جديدة وذلك عبر التوصل إلى اتفاق جديد أو آليات عملية تمنع أو تؤجل بالحد الأدنى تفجر الأوضاع العسكرية ولو لعدة أشهر جديدة، حيث أكد الكرملين في بيان له، الاثنين، أن أردوغان وبوتين سوف يبحثان بدرجة أساسية الملف السوري”.

ونقلت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية عن المحلل السياسي التركي كريم هاس قوله:

“أستبعد أن تقوم تركيا بعملية جديدة في المناطق الشمالية الشرقية، لأن الأكراد حتى الآن يشعرون بأنهم تحت حماية الولايات المتحدة، وأردوغان، يبحث عن فرصة للحوار مع الإدارة الرئاسية في واشنطن، ومن ناحية أخرى، لا يمكن أن يصبح الجزء الشمالي الغربي من سوريا، الذي يخضع عملياً لسيطرة القوات الروسية، موقعاً لعملية جديدة من قبل تركيا، فمن الصعب تخيل أن يجرؤ أردوغان على ذلك”.

وجاء في صحيفة “الأخبار” اللبنانية:

“يُظهر الأمريكيون برودة كبيرة في التعامل مع التهديدات التركية، وهو ما باتت (قسد معتادة عليه) ولمنع أيّ تهديد تركي لمناطق سيطرتها، ستلجأ قسد كالعادة، إلى موسكو لطلب الحماية، وهو ما قد يفسّر زيارة القيادية في (قسد)، إلهام أحمد، لموسكو لبحث الهجوم التركي المحتمل. لكن إذا كانت روسيا ملتزمة بالجزء المتعلق بها من اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال السوري بين (قسد) وأنقرة، فإن الأخيرة قد تُسقط الاتفاق في أيّ لحظة تجد فيها أن مصالحها باتت تتطلّب التحرّك عسكرياً، الأمر الذي سيواجهه الروس بالذهاب نحو وضع اتفاق وقف إطلاق نار جديد لن يكون أكثر صلابة من الاتفاق الهشّ المعمول به حالياً في المنطقة الممتدّة بين رأس العين في ريف الحسكة وتل أبيض في ريف الرقة”.

يبدو أن شن عملية عسكرية تركية في الأراضي السورية خلال هذه المرحلة لم يعد بالسهولة التي كانت عليها في السابق، فثمة متغيرات ميدانية وسياسية فرضت واقع جديد أبرزها ما جرى في درعا مؤخراً والتفاهمات السياسية الأخيرة بين جهات متعددة والتي نتج عن بعضها سياسات جديدة، كالتسريبات الأمريكية الأخيرة حول سياسة واشنطن في سوريا والتقارب الحاصل بين دمشق ومحيطها العربي.

أثر برس

اقرأ أيضاً