أثر برس

تحركات تركية لافتة محيط في عين عيسى وموسكو تؤكد: هذه التحركات تنتهك مذكرة التفاهم الروسية-التركية

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أقدمت القوات التركية على نقل عتادها العسكري وإقامة تحصينات ونقاط إسناد في منطقة عين عيسى شمال الرقة، في حين أكدت روسيا أن هذه الإجراءات تعتبر انتهاك لمذكرة التفاهم الروسية-التركية.

وأعرب نائب رئيس مركز التنسيق الروسي الأميرال ألكسندر كاربوف في تصريح صحفي، عن انزعاج الجانب الروسي الشديد من نقل عتاد عسكري للقوات التركية، وتنفيذ أعمال بإقامة تحصينات ونقاط إسناد في منطقة بلدة عين عيسى في محافظة الرقة، لافتاً إلى أن هذه الأعمال تنتهك الوضع القائم وفق مذكرة التفاهم الروسية-التركية، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.

وأفادت مصادر خاصة لـ”أثر برس” بأن أبرز النقاط التي نشرها الجانب التركي كانت بالقرب من قرية “صيدا”، إلى الشرق من “عين عيسى”، كما أنشأت نقطتين تشرفان بشكل مباشر على طريق “عين عيسى – عين عرب”، من جهة، وتبعدان مسافة ٥٠٠ متر فقط عن الطريق الدولية “M4″، ما يجعل البلدة التي تربط مجموعة من الطرق الحيوية  شبه مطوقة بقوس يمتد من الشرق إلى الشمال الغربي، ويدرك الأتراك تماماً أن ذهابهم نحو استئناف القتال مع “قسد”، لن يلقى معارضة أمريكية قياسا على تجربتي “عفرين”، في العام ٢٠١٨، و “تل أبيض” و “رأس العين”، في العام ٢٠١٩.

وأضافت المصادر أنه منذ مطلع آذار الحالي نقلت القوات التركية ثلاث مجموعات من قواتها الخاصة المعروفة باسم “كوماندوس”، إلى مدينة “تل أبيض”، لتتمركز في نقاط إلى الغرب من المدينة، وعلى مقربة من خطوط التماس المباشر مع “قسد”، كما نشرت مجموعة كبيرة من أجهزة المراقبة وعربات الاستطلاع في المنطقة، إضافة لتحليق يومي للطيران التركي المسير فوق بلدة “عين عيسى”، كما دفعت الفصائل الموالية لها بتعزيزات قتالية إلى خطوط التماس شمال غرب محافظة الرقة، فيما اكتفت “قسد”، بنقل مجموعات صغيرة لتعزز نقاطها.

وأشارت المصادر إلى أن الخروقات المستمرة من قبل الأتراك تشير بشكل واضح لنيتهم السيطرة على بلدة “عين عيسى”، أو على المناطق الواقعة إلى الشمال والغرب منها وصولاً إلى “جير قرقوزك”، من جانبه الشرقي، وهو الجسر الذي يربط ضفتي نهر الفرات في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي سيمكن الأتراك من وضع يدهم على جزء حيوي من الطريق الدولية “M4″، وبالتالي فرض حصار كامل على مدينة “عين العرب”، وعزل لمدينة “منبج”، عن بقية المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، من الشرق السوري، ما سيضع “قسد”، أمام مجموعة من المشاكل، إذ تعتبر “عين عيسى”، عاصمة إدارية لما تسميه بـ “الإدارة الذاتية”، وفرض حصار على “عين عرب”، بما تمثله من خصوصية لدى الشارع الكردي سيعني بالضرورة إحراج “قسد”، أمام حاضنتها الشعبية، كما إن عزل منبج سيعني بالضرورة أيضاً تحول في طبيعة العلاقة التجارية بين “قسد”، والفصائل التابعة لتركيا.

وتشهد المدينة باستمرار اشتباكات بين القوات التركية والمجموعات التابعة لها من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” من جهة أخرى، حيث أقدمت المجموعات التابعة لتركيا أمس الثلاثاء على محاولة تسلل إلى مواقع “قسد” في ريف عين عيسى، ما تسبب باندلاع اشتباكات بينهما، بالقرب من طريق M4 على أطراف قرية معلق غربي المدينة.

يذكر أن القوات التركية دخلت المنطقة الممتدة بين “رأس العين”، وحتى تخوم بلدة “عين عيسى”، بريف الرقة الشمالي الغربي من خلال العملية العدوانية التي شنتها في الداخل السوري تحت مسمى “نبع السلام”، في تشرين الاول من العام ٢٠١٩، وتوقفت العملية بعد وساطة روسيا التي نشرت قوات من شرطتها العسكرية في أكثر من نقطة أبرزها “تل تمر – تل السمن – عين عيسى”،  لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار.

محمود عبد اللطيف 

اقرأ أيضاً