خاص|| أثر برس تُكثّف القوات الأمريكية تحركاتها العسكرية ضمن المناطق التي توجد فيها داخل سوريا، وشملت هذه التحركات الشقين الهجومي والدفاعي.
وهاجمت القوات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بنيران المدفعية الثقيلة نقاطاً تخضع لسيطرة الحكومة السورية بريف دير الزور الشرقي، وفي الوقت نفسه اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية التي تشير إلى مخاوفها من أن تصبح القواعد التي تتمركز فيها هدفاً لعمليات أكثر كثافة من حركات المقاومة.
كما تحوّلت عمليات هبوط الطائرات في مطار القاعدة الأمريكية في الشدادي بريف الحسكة إلى أمر شبه يومي، وكذلك في قاعدتي “رميلان والمالكية”، وفق المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” من مصادر كردية تقيم في المدينة الواقعة بريف الحسكة الجنوبي.
وينطبق الأمر نفسه على القاعدتين التي تتمركز فيهما قوات أمريكية في حقلي غاز كونيكو والعمر النفطي في ريف دير الزور، اللتين تهبط فيهما مروحيات الشحن بوتيرة شبه يومية.
وبحسب التقديرات فإن هذه الطائرات تحمل معدات عسكرية تتعلق بأنظمة الدفاع الجوي والرادار التي يبدو من الصعب نقلها عبر القوافل البرية التي تدخل من معبر الوليد غير الشرعي الواقع شمالي معبر اليعربية بريف الحسكة الشرقي، وحتى هذه القوافل زادت مؤخراً بشكل ملحوظ وغالباً ما تحمل عربات مصفحة وكتل أسمنتية إضافة إلى صناديق ضخمة تعتقد المصادر أن ضمنها ذخائر للأسلحة الرشاشة والمدفعية.
هذه الإجراءات يرافقها تحليق للطيران المروحي الأمريكي في محيط القواعد الأمريكية التي تُصنّف أنها تقع على خطوط تماس مباشر مع القوات السورية وقريبة في الوقت نفسه من الحدود مع العراق، والحديث هنا تحديداً عن قواعد “المالكية – رميلان – الشدادي”، لقربها من الحدود العراقية، وقاعدتي “العمر – كونيكو”، لقربها من نقاط الجيش السوري والحدود العراقية في آن معاً.
وأفادت مصادر كردية قريبة من “قسد” بأن القوات الأمريكية في دير الزور زادت من اجتماعاتها التقنية مع قادة “قسد” في ريف دير الزور في الأسبوعين الماضيين، وذلك لتشارك المعلومات والتخطيط لحملات المداهمة التي تنفذ وستنفذ في مناطق دير الزور والحسكة لملاحقة “خلايا المقاومة”.
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تزايد تعداد الدوريات التي تنفذها “قسد”، خلال اليوم الواحد في محيط القواعد الأمريكية، مع زيادة الأخيرة عدد عناصرها ضمن نقاط الحراسة المنتشرة في محيط هذه القواعد، إضافة إلى تلقي أوامر مباشرة من القوات الأمريكية لزيادة العمل الاستخباري والدوريات لملاحقة مطلوبين لدى القوات الأمريكية ومتهمين بارتباطهم مع حركات المقاومة، في إشارة لوجود محتمل لخلايا تعمل لصالح المقاومة العراقية ضمن مناطق “شرق الفرات”.
وتشير التقديرات إلى أن التحركات الأمريكية عموماً تشير إلى نية الوصول إلى حالة تمكنها من الدفاع ضد العمليات الجوية والصاروخية التي تنفذها المقاومة العراقية من أراضي غرب العراق، كما تشير إلى وجود مخاوف لدى القوات الأمريكية من احتمال تنفيذ المقاومة العراقية عمليات برّية على شكل زراعة عبوات ناسفة أو ألغام برّية على الطرق المحتملة لتحرك الدوريات الأمريكية، أو حتى من خلال تنفيذ هجمات بالقذائف الصاروخية على القواعد الأمريكية على غرار العملية التي نفذتها قوات العشائر قبل أسبوعين، إذ اقترب عنصران من حقل كونيكو على دراجة نارية قبل إطلاق اثنتين من قذائف”RBG”.
المنطقة الشرقية