أعلن المغرب أنّ الكِيان الإسرائيلي اعترف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية، في حين أشار المرصد المغربي لمناهضة التطبيع إلى أنّ الإعلان الإسرائيلي اختراقٌ للمغرب والمنطقة.
جاء ذلك بعدما بعث رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، أول من أمس، رسالة إلى الملك المغربي محمد السادس أكد فيها أنّ “الكِيان قرر الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، مشيراً إلى أن “موقف الكِيان هذا سيتجسّد في أعمال ووثائق حكومة الكيان كافة ذات الصلة”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء المغربية.
وأضاف نتنياهو إنّ “الكِيان سيُبلغ الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعد الكِيان عضواً فيها، وجميع البلدان التي تربطها بالكِيان علاقات دبلوماسية بهذا القرار”، معلناً أن “الكِيان يدرس فتح قنصلية له في مدينة الداخلة، في إطار تكريس قرار الدولة”.
وفي الوقت نفسه، أعلن جيش الكِيان الإسرائيلي، عن خطوة وصفها بـ”التاريخية” مع المغرب، في إطار العلاقات العربية مع الكِيان.
وقال المتحدث باسم جيش الكِيان، في بيان له، إنّ “رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال هرتسي هاليفي، قرر تعيين العميد شارون إيتاح، بصفته ملحق عسكري أول في المغرب”، مشيراً إلى أنها “خطوة ترفع مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين”.
وأضاف المتحدث إنّ “الملحق العسكري سيقيم في الرباط وسيتولى مهمّة تطوير وتعزيز العلاقات الأمنية كافة مع المغرب، على أن يتولى رسمياً المهمة في الأشهر المقبلة”.
من جهته، ندد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في بيان له نشره على “الفيسبوك” بالإعلان الإسرائيلي، قائلاً: إّنه “يؤكد أطماع “تل أبيب” في اختراق المغرب والمنطقة المغاربية وإفريقيا ككل من بوابتها الأطلسية بالتمدد الصهيوني اقتصادياً وأمنياً واستخبارياً”.
ويُعد النزاع على إقليم الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في إفريقيا، حيث ضمه المغرب إلى أراضيه عام 1975 عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منه، وتأسست جبهة “البوليساريو” المسلّحة بعد ذلك عام 1976 للمطالبة بانفصال الإقليم الذي يعد غنياً بالثروة السمكية والفوسفات، ويُعتقد بأنه يحتوي مكامن نفطية.
تحرّك إسرائيلي بعد تأجيل قمّة “النقب”
في 23 من حزيران الفائت، أعلن المغرب تأجيل قمّة “النقب 2” الذي كان مقرراً تنظيمه في الرباط، بمشاركة وزراء خارجية أمريكا و”إسرائيل”، بالإضافة إلى وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين و المغرب.
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس، في العاصمة المغربية الرباط، أكد فيها أن “تأجيل القمة التي كان مرتقباً تنظيمها في المغرب جاء بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة”، في إشارة إلى تصعيد الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
وعُقدت قمة “النقب” الأولى في آذار 2022، تلاه اجتماع في أبو ظبي في كانون الثاني الفائت.
وتأتي اجتماعات “قمة النقب” بعد إطلاق سلسلة من اتفاقات التطبيع العلنيّة مع “إسرائيل”، إذ وقّعت الإمارات والبحرين في آب عام 2020، اتفاق “أبراهام”، ووقّعت المغرب بعد ذلك اتفاق مماثل لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
أثر برس