تعزز القوات العسكرية المصرية انتشارها على الجانب الآخر من مصر قرب الحدود مع ليبيا، بالتوازي مع عملية “سيناء 2018” التي تقودها القوات ضد التنظيمات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.
إذ أوضح مسؤول أمني مصري أن الاضطراب الأمني في جنوب ليبيا الذي تفاقم في الأيام الأخيرة، زاد من الضغط على القوات المصرية على خط الحدود الدولية، خصوصاً أن هذا الاضطراب تزامن مع عودة لافتة لنشاط تنظيم “داعش” في الأراضي الليبية، ما يؤكد صحة توقعات أمنية بأن عناصر التنظيم تمهد لحركة عبر الحدود، بهدف الانتقال من معاقله الرئيسة في سوريا والعراق إلى الصحراء الجنوبية لليبيا.
وشكل الانتشار غير المقنن للسلاح في ليبيا خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري أو لدول المغرب العربي، حيث نشطت عمليات التهريب بشكل غير مسبوق في وسط شمال أفريقيا، منذ بدء الأزمة الليبية عام 2011، كما تسبب اضطراب الوضع الأمني في الجارة الغربية خلال السنوات الماضية، في إحداث تهديد مباشر للأراضي المصرية، مما استدعى توجيه القوات المصرية ضربات ضد معاقل التنظيمات المسلحة هناك.
وتسعى القاهرة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع ليبيا لمنع أي عمليات تسلل، إذ أشارت عدة تقارير إلى اتخاذ الجماعات المسلحة في ليبيا مسارات جديدة للوصول إلى الأراضي المصرية، بعد أن كانت محصورة في 3 طرق، أولها من الجهة الشمالية بين منطقتي إمساعد في ليبيا ومدينة السلوم المصرية، والثانية في المنطقة الوسطى من الحدود من واحة الجغبوب الليبية باتجاه منطقة الخارجة في الوادي الجديد في مصر، والمسار الثالث جنوب الحدود الغربية عند جبل العوينات بين مصر وليبيا والسودان
وتشكل الحدود المصرية الليبية الممتدة لمسافة نحو 1200 كيلو متر، إحدى المعادلات الصعبة في الأمن القومي المصري.