أثارت وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما جراء حادثة تصادم في أجواء محافظة أذربيجان الشرقية، التساؤلات حول الحادثة وما بعدها، وذلك على الرغم من الإجراءات السريعة التي اتخذتها طهران بتعيين محمد مخبر رئيساً مؤقتاً لإيران، وتعيين علي باقري قائماً بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة Le monde الفرنسية إلى أنه “من غير المرجح أن يضطرب توازن القوى الداخلي في طهران، ومن غير المرجح أيضاً أن تتغير دبلوماسيتها، خاصة فيما يتعلق بدعمها العسكري والاستراتيجي لحلفائها في المنطقة، بما في ذلك سوريا، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمقاومة في العراق”.
بالمقابل اعتبرت صحيفة Economic times أن وفاة رئيسي سيكون لها آثاراً في المنطقة، مشيرة إلى أن “وفاة الرئيس رئيسي، سيكون لها آثار كبيرة على المنطقة، ففي ظل تصاعد التوترات والصراعات، فإن الغياب المفاجئ لشخصية سياسية رئيسة مثل رئيسي يمكن أن يعطل توازن القوى الدقيق داخل إيران وخارجها”.
وفي هذا الصدد، أعرب محللون “إسرائيليون” عن أملهم بأن يشغل هذا الحادث إيران عن التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة Times of Israel أنه “على الرغم من أن سياسة إيران الخارجية الواسعة لن تتغير، فمن المتوقع أن يؤدي الاضطرار إلى التعامل مع الاضطرابات السياسية غير المتوقعة إلى صرف الانتباه عن المعركة المتعددة الجبهات ضد إسرائيل” ونقلت عن الرئيس التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي مايكل ماكوفسكي، قوله: “البلاد (إيران) يمكن الآن أن تكون أكثر انشغالاً ذاتياً، ومنغمسة في السياسة الداخلية، في الوقت الذي تفرز فيه انتخابات الرئيس المقبل”.
وفي هذا الصدد، ووسط الغموض المحيط بالحادثة ووسط تعدد السيناريوهات حول أسباب الهبوط الاضطراري للمروحية التي كانت تقل رئيسي، لفتت صحيفة Economic times نظرية تفيد بأن الكيان الإسرائيلي قد يكون وراء الحادث، موضحة أن “هذه النظرية تكتسب زخماً بالنظر إلى التصعيد الأخير، بما في ذلك اغتيال إسرائيل لجنرال إيراني في دمشق والقصف الصاروخي الإيراني اللاحق” مشيرة إلى أن “الموساد معروف بعملياته ضد المصالح الإيرانية، رغم أنه لم يستهدف رئيس دولة قط، لكن إسرائيل نفت تورطها، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: لم نكن نحن”.
بدورها، لفتت صحيفة “The time” الأمريكية في مقال ترجمته صحيفة “الشرق الأوسط” أن “موقع الحادث يشجع على الشكوك حول تورط إسرائيل في مقتل رئيسي، فقد سقطت مروحية الرئيس الإيراني في غابة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وهي الدولة الأقل ودية بين جيران إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل، ولها تاريخ في التعاون مع الموساد”.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية مقالاً أشارت فيه إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين يمتنعون عن التعليق على الحادث، ومع ذلك أوضحت مصادر غير رسمية أن إسرائيل ليس لها أي صلة أو تورط في حادث تحطم المروحية”.
وقضى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما، جراء حادثة تحطم مروحية كانت تقلّهم في أجواء أذربيجان الشرقية أمس الأحد، وأعلنت اليوم الإثنين عدد من البلدان الحداد على أرواح الرئيس الإيراني ووزير الخارجية.
يشار إلى أنه تم تنصيب إبراهيم رئيسي، رئيساً لإيران في حزيران 2021، وخلال سنوات توليه الرئاسة، شهدت إيران انفتاحاً دبلوماسياً على عدد من الدول، وأبرز التطورات التي شهدتها طهران استئناف العلاقات الإيرانية- السعودية بوساطة صينية.