من الواضح أن التوتر الحاصل في القدس المحتلة لا يشبه التوترات السابقة، وذلك نتيجة جملة من الظروف المحيطة بـ”إسرائيل” والفلسطينيين، ويُنذر بحسب محللين بتصعيد محتمل في المستقبل لا سيما في ظل سعي فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تنظيم حالة الانتفاضة هذه والعمل على الترويج الإعلامي لما يحصل، وفي هذا الإطار ناقشت الصحف العبرية هذه الأحداث طارحة التداعيات المتوقعة والمسؤول عن هذا التوتر.
فنشرت “يديعوت أحرنوت“:
“إن الأحداث الأخيرة المشتعلة في القدس المحتلة توفّر وقوداً للأزمة السياسية الواقعة فيها “إسرائيل” في الأيام الأخيرة.. أمين عام حزب الله حسن نصر الله أشار إلى أن إسرائيل خائفة جداً في أعقاب تعزُّز محور المقاومة، وضعف جهات ومحاور تقف ضد محور المقاومة، هناك ثغرة في جدار كيان العدو، وأوضح أن إسرائيل تسير نحو حرب أهلية وأن الشعب الإسرائيلي خائف من هذا الاتجاه، ثم أضاف أن الجيش الإسرائيلي ليس واثقاً بقدرته على مواجهة نيران من عدة اتجاهات إذا وقعت حرب) رؤية كهذه لمحور المقاومة مُقلقة جداً وتسلّط الضوء على عزلة مسؤولي المؤسسة الأمنية، رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الشاباك نداف أرغمان ومفتش عام الشرطة يعقوب شبتاي، الذين عليهم أن يتخذوا قرارات بمعزل عن الأحداث السياسية”.
وجاء في “هآرتس“:
الاحتجاجات المتزايدة في القدس سواء في المسجد الأقصى أو حي الشيخ جراح، ليست مجرد حدث عابر أو نزوة لشباب فلسطينيين للإخلال بالنظام على خلفية نزاع عقاري، مثلما تحاول الشرطة طرح ذلك، فهذه الأحداث وضعت علامات تحذير للأحزاب العربية، الذين وضعوا المسألة الوطنية في مقدمة المنصة مرة أخرى بعد سنوات ابتعد خلالها ممثلو الجمهور العربي عن المسائل الوطنية وركزوا على المسائل الاجتماعية، أعضاء الكنيست العرب وجدوا أنفسهم الآن في قلب مسألة وطنية من الدرجة الأولى، لكن تأثيرهم على اتخاذ القرارات معدوم، وإذا كانت الأحزاب قد عاشت الشعور بأن مصير حكومات إسرائيل بأيديهم، فقد أدركوا في الأيام الأخيرة بأن تأثيرهم يتبدد عند مواجهة المصالح الوطنية – اليهودية”.
أما “إسرائيل اليوم” فأشارت إلى أن:
“هذا توتر بنيوي، بل وحتى متوقع مسبقاً، وهو يرافقنا في كل عام، ولكن جذوره تضرب في الصراع الإسرائيلي العربي ابن المئة سنة على بلاد إسرائيل، وبالطبع على القدس، وبالتالي لا مجال للافتراض بأن هذا التوتر سيتبدد ويختفي طالما يرفض الفلسطينيون التسليم بوجود اليهود في أرجاء بلاد إسرائيل، فما بالك الاعتراف بدولة إسرائيل”.
قد يبدو الأحداث التي تجري بالقدس اعتيادية في منحى معين، لكن ثمة مؤشرات تدل على أن هذا التوتر سيحمل تبعات عديدة، خصوصاً أنه يتزامن مع توتر لافت في “الداخل الإسرائيلي” يُنذر بحرب أهلية، ما يعني أننا قد نكون حقيقة أمام مرحلة جديدة في “الصراع الإسرائيلي”.