أثر برس

تداعيات تفـ.ـجير إسطنبول: التصعيد في الشمال السوري قادم.. ماذا عن تقارب أنقرة ودمشق؟

by Athr Press A

لم تكف الأوساط السياسية والإعلامية عن وضع إشارات الاستفهام التي أثارها تفجير إسطنبول، بشأن هويّة الجهة الحقيقية التي تقف خلفه، أو الهدف من تنفيذه، غير أن بعض المحللين أثاروا شكوكاً حول ماسيحصل من تداعيات مرتبطة بالشأن السوري، وخاصة أن تركيا سارعت إلى تحميل “حزب العمال الكردستاني” المسؤولية، على الرغم من نفيه الرسمي، وهذا قد يؤدي أيضاً إلى فرملة التقارب التركي – السوري، ولاسيما في ظل ضبابية المواقف.

لجأت تركيا قبل حصول تفجير شارع الاستقلال إلى تكثيف استهدافها عبر الطائرات المسيّرة لمواقع انتشار “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، _التي تعد فرع “حزب العمال الكردستاني” في سوريا_، على طول خطوط التماس بين مواقع سيطرتها شمال سوريا، ومناطق سيطرة الأكراد، وصولاً إلى الحسكة في الشمال الشرقي، وذلك بعد فشل مساعيها للحصول على ضوء أخضر من أمريكا من جهة، وروسيا وإيران من جهة اخرى، لشنّ هجوم عسكري برّي تستهدف من خلاله قضْم مناطق جديدة في مدينتي منبج وعين العرب شمال حلب، وفي موازاة ذلك، تابعت أنقرة عملية إعادة هيكلة فصائلها في الشمال السوري، في خطوة تُحاكي هيكلية “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً” التي تسيطر على إدلب.

وفي هذا السياق ترى صحيفة “الأخبار” اللبنانية، “إن أنقرة قد تسعى إلى استغلال ذلك في تبرير قيامها بالعملية العسكرية التي كانت قد أجّلتها مِراراً، ضدّ “قسد” في شمال سوريا، وتوسيع الاحتلال التركي في اتّجاهات مختلفة، ولا سيما في شمال حلب وربّما في شرق الفرات”، مضيفةً: “إن ما كان قد بدر من أجواء تفاؤلية حول مساعي المصالحة بين دمشق وأنقرة، قد يتلقّى ضربةً كبرى، ويعيد الوضع في سوريا إلى سابق عهده من التوتّر الدموي”.

في حين، أشارت بعض التحليلات الأخرى إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارتفعت شعبيته في الآونة الاخيرة، بفضل المشاركة النشطة في صفقة الحبوب التي كان فيها وسيطاً بين روسيا وأوكرانيا وموضوع مركز الغاز (الذي اقترحه الرئيس بوتين)، إذ يمكنه سعياً إلى زيادة شعبيته، الإقدام على مغامرة في السياسة الخارجية، والقيام بحرب سريعة مظفرة يمكن أن توفر له فرصاً إضافيةً في الانتخابات المقبلة.

وفي هذا الصدد، يرى الباحث السياسي الروسي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، العقيد المتقاعد سيميون باغداساروف، إنه“يمكن أن يكون هناك ثلاثة سيناريوهات قادمة للسياسة الخارجية التركية، أكثرها احتمالاً هو خيار الحرب في الاتجاه السوري”، بحسب مانقلته قناة “روسيا اليوم” عن صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسيّة.

ويبرر باغداساروف تحليله قائلاً: “ إن روسيا مجبرة على إضعاف وجودها في سوريا، بعد الأحداث الأوكرانية، ولأسباب واضحة، وبالتالي، الوضع مؤاتٍ لأردوغان بأن يخوض مغامرة جدية، في الاتجاه السوري، تصل إلى محاولة احتلال حلب”، متابعاً:”إذا حدث هذا، وخضعت حلب لسيطرته، فسيغفر له الأتراك، الذين ينتقدونه بكل شيء، وسيصوتون له مرة أخرى، لذا فإن خيار التصعيد في سوريا بسبب الهجوم الإرهابي في اسطنبول ممكن تماما”.

كما يعتقد باغداساروف بأن “الحرب مع اليونان ممكنة، غير أن ذلك قد لا يحدث، لأن الولايات المتحدة وفرنسا حذرتا، من وراء الكواليس، أردوغان بشدة من أنه في حال محاولته، سيواجه مقاومة جدية للغاية؛ فهاتان الدولتان سوف تساعدان اليونان”، في حين “يشكك بحصول حرب في جنوب القوقاز؛ لوجود عدد من التفاصيل الدقيقة المرتبطة بإيران وروسيا”.

تشير التحليلات إلى أنه في حال استبعاد نظرية المؤامرة، فإن التفجير سيشكّل فرصة للرئيس التركي من أجل شنّ حملة تخوين على خصومه في الداخل، المتهمين بالتعامل مع واشنطن ولندن، ولا سيما بعد زيارتَين لزعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، أخيراً، إليهما، وأيضاً تصعيد الهجوم على “حزب العمّال الكردستاني” من أجل تعزيز صورة البطل القومي والوطني، وهي توظيفات لم يتردّد أردوغان في استخدامها في أكثر من مناسبة سابقة منذ تولّيه السلطة، ولا سيما بعد محاولة الانقلاب العسكري ضدّه في عام 2016.

أثر برس

اقرأ أيضاً