خاص || أثر برس سجلت أسعار العسل في اللاذقية، ارتفاع كبير مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة وتراجع الإنتاج خلال العام الحالي من جهة، دفعت بالعسل لأن يتربّع بأريحية كاملة على رف المنسيّات لدى شريحة واسعة من الأهالي الذين لا يفكرون بشرائه الذي يعدّ بالنسبة للكثير من الكماليات وحتى نوعاً من الرفاهية، لأن تدبير “طبخة اليوم” يحتل كل تفكيرهم وأول أولوياتهم التي باتت كلها معيشية بحتة.
في جولة لمراسل “أثر” على بعض محال بيع العسل في اللاذقية لرصد الأسعار، تبين أن كيلو عسل الحمضيات يباع بـ 60 ألف ل.س، والعسل الجبلي بـ 85 ألف ل.س بين يانسون وشوكيات بأنواعها.
عزوف عن تربية النحل:
أكد عدد من مربي النحل في اللاذقية لـ”أثر” تراجع الإنتاج خلال العام الحالي، وتعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة الصقيع وقلة المراعي، ما أجبر بعضهم على العزوف عن تربية النحل وعدم التفكير بالعودة إليها مجدداً.
وأشار المربون إلى أن خسارتهم سببها ارتفاع تكاليف الإنتاج بدءاً من خلايا النحل الخشبية والأدوية وسكر التغذية وأجور النقل وليس انتهاء بعدم منح قروض ذات قيمة تستطيع أن تدعم المربي للاستمرار في التربية، مضيفين: “موت النحل سيرتد بشكل أو بآخر على المستهلك، وذلك لأن مادة العسل ستصبح قليلة في الأسواق وبالتالي سيرتفع سعر الكيلو منه بشكل تلقائي”.
وطالب المربون بضرورة إنشاء صندوق تعويض الأضرار خاصة بالنحالين، كما طالبوا بضرورة تفعيل قروض خاصة ومناسبة بالنحّالين أسوة بالقروض الزراعية التي تصل في بعض الأحيان إلى مبالغ كبيرة، متسائلين: لماذا لا يحظى النحّالون بقروض كبيرة كغيرهم؟
كما طالب المربون بتأمين الأدوية اللازمة للنحل بأسعار مدروسة وإنشاء صندوق تعويض أضرار في حال فقدان النحل نتيجة المرض أو الظروف الجوية، بالإضافة للمطالبة بتسويق العسل من خلال فتح أسواق تصريف أسوة بغيرها من المنتجات الغذائية.
تراجع إنتاج العسل:
بدوره، بيّن رئيس شعبة النحل في مديرية زراعة اللاذقية المهندس جمال ياسين لـ”أثر” أنه يصل عدد المربين في المحافظة إلى 3200 مربي، فيما يصل العدد الإجمالي لخلايا النحل 7000 خلية نحل.
وأكد ياسين تراجع إنتاج النحل خلال العام الحالي عن الماضي بنحو 50 %، عازياً السبب وراء ذلك إلى الظروف الجوية التي سادت خلال فصل الربيع، وزراعة القمح في المحافظات الأخرى، ما كان يدفع المربين إلى نقل خلايا النحل إلى المناطق التي يوجد فيها أشجار ونباتات يتغذى عليها النحل.
وعن أهم المشاكل والصعوبات التي يعاني منها قطاع تربية النحل، أشار ياسين إلى غلاء مستلزمات الإنتاج من خلايا خشبية، مواد المكافحة، مواد معالجة الأمراض، ارتفاع أسعار سكر التغذية التي تستخدم أثناء انقطاع المراعي، ارتفاع أجور النقل خلال قيام المربين بتنقيل خلايا النحل إلى المراعي في المحافظات الأخرى، بالإضافة لعدم التناسب بين أسعار العسل وباقي المنتجات وتكاليف الإنتاج، وعدم وجود أسواق خارجية، على الرغم من سماح وزارة الزراعة بتصدير العسل وتقديم كافة التسهيلات للمصدرين، خاصة أن العسل السوري يعدّ من أجود أنواع العسل في المنطقة.
كما أشار ياسين أيضاً إلى عدم كفاية القروض المقدمة للنحّالين، مدللاً بأن سقف القرض 5 مليون ل.س وهي غير كافية لتأمين مستلزمات الإنتاج.
وفي هذا الصدد، أكد ياسين أن وزارة الزراعة عبر مديرية الزراعة في اللاذقية، تدعم قطاع تربية النحل، وذلك من خلال بيع طرود نحل للمربين بسعر مدعوم، حيث يتم بيع ما يعادل 3 طرود نحل لكل مربي منعاً للاتجار بالطرود، مبيناً أن السعر الذي يباع فيه للمربين أقل من السوق، بالإضافة لوجود مخبر لفحص أمراض وآفات النحل مجاناً في شعبة النحل والحرير ضمن دائرة الوقاية، ناهيك عن عقد ندوات فنية متخصصة مع المربين بشكل دوري لرفع مطالب النحّالين للجهات المعنية لمعالجتها.
باسل يوسف – اللاذقية