خاص || أثر برس على وقع ارتفاع أسعار العسل التي تراوحت بين 85 – 90 ألف ل.س، اشتكى عدد من المربين من معوقات تسببت بخسارتهم عدد من الخلايا ونفوق أعداد من النحل، إضافة لخروج عدد منهم عن المهنة بسبب معوقات الإنتاج ومنها التكلفة العالية.
رئيس لجنة النحالين السوريين في اتحاد غرف الزراعة أمين قابقلي تحدث لـ”أثر” عن أسباب نفوق النحل وهجرة عدد منه، مبيناً أن المربين خسروا جراء ذلك 5000 خلية في المراعي ما بين النفوق والسرقة، في الوقت الذي تخلى وخرج من دائرة العمل 300 مربي مبتدئ في محافظة اللاذقية.
نفوق النحل وتكاليف تربيته:
اعتبر قابقلي أن واقع النحل والنحالين مؤسف لعدة أساب يأتي في مقدمتها قلة المزروعات الزهرية ما تسبب في قلة الإنتاج والمردود لجهة العسل، زد على ذلك ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة تكاليف نقله من مكان لآخر، وتكاليف حراسة الخلايا خشية سرقتها، وكذلك تكاليف السماح بوضعه في الأراضي الزراعية.
وكشف عن المزيد من الخسائر التي لحقت بالمربين هذا العام جراء ما لحق بالنحل من نفوق بسبب المواد السامة والمبيدات المستخدمة في مكافحة الحشرات والنباتات العشبية، دون أي مراعاة للنحل ومربيه.
وطالب الحكومة بدعم المربين أسوة ببعض القطاعات الاقتصادية، من خلال تقديم مادتي المازوت والسكر ولو بأسعار مناسبة ومقبولة، لإطعام النحل شتاء في ظل غياب الموائل الزهرية.
وختم قابقلي حديثه موضحاً أن إنتاج سوريا من العسل لعام 2023 وسطياً 1500 طن، مضيفاً أن عدد خلايا النحل في البلاد يقدر بـ 270 ألف خلية، تعطي كل منها وسطياً من العسل من 10 – 15 كغ.
من جهتهم، ذكر عدد من مربي النحل أن تربيته باتت مكلفة جداً، ومنهم المربي نزار جابري من منطقة الشيخ بدر، الذي أوضح لـ”أثر” أنه يقوم بنقل الخلايا بين المحافظات وفقاً لتواجد الزهور، فتارة إلى ريف حلب وأخرى إلى ريف الرقة ثم إلى حمص، وهذا مكلف جداً، لذلك من الطبيعي أن يصل سعر كيلو العسل إلى 90 ألف ليرة، عدا عن ثمن الخلايا الخشبية مروراً بأجور النقل وتأمين السكر لغذاء النحل في الشتاء.
في حين أوضح المربي وافي محمود أنه تعرض لخسارة كبيرة هذا العام جراء نفوق أكثر من 10 خلايا جراء التسمم بالمبيدات الحشرية.
هجرة النحل:
تحدث مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير لـ”أثر” عن أسباب هجرة النحل، موضحاً أنه تم تقديم نحل مهجن من أصل إفريقي تم تقديمه من منظمة “الفاو” قبل سنوات من أجل تحسين مستوى المعيشة، وهذا النحل ما أن يشعر بمتغيرات مناخية وبيئية حتى يهاجر.
واستطرد قائلاً: “النحل يحب البيئة النظيفة، وما إن يشعر بعدم وجود موائل زهرية فسرعان ما يهاجر من مكانه”.
وهنا أشار إلى وجود أكثر من 60 ألف خلية نحل في محافظة حماة يتمركز جلها في جمعية النحالين بقرية عين حلاقيم بريف حماة الغربي.
وتشهد سوريا بشكل عام تراجعاً في إنتاج العديد من المنتجات بما فيها العسل، إذ كانت قبل عام 2011، تعتبر واحدة من الدول المنتجة للعسل، بإنتاج يقدر بحوالي 3 آلاف طن من العسل سنوياً، وفي عام 2022 وصل الإنتاج لنحو 2500 طن، فيما لم يتجاوز الألف طن، وفق تصريح سابق لرئيس اتحاد النحالين العرب في سوريا إياد دعبول لـ”أثر”.
محمد فرحة