أثر برس

بأسعار تصل لـ 60 مليون.. تربية الحمام تجارة رابحة في سوريا والسلالة الشامية أغلاها

by Athr Press G

خاص || أثر برس رغم تراجعها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إلا أن مهنة تربية طيور الحمام لا تزال موجودة ضمن البيئة الشعبية الشامية كنوع من الهواية، أو الموروث الشعبي أو حتى البيئي،  وهذه المهنة تخفي في طياتها الكثير من الأرباح التي تجعلها تبدو عند التدقيق في باطن الأمر واحدة من أهم التجارات الرابحة.

مراسل “أثر” التقى أحد العاملين في مجال تربية الحمام، والذي أكد أن هذه المهنة تحمل في طياتها مرابح كثيرة وأرقام فلكية لمن يتمكن من التعامل معها بطريقة صحيحة.

إذ يقول المربي “أبو بسام” لـ”أثر”: “هذه المهنة تراجعت بشكل كبير نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف، فتعتمد طيور الحمام على الذرة البيضاء و الصفراء مثلها مثل الدجاج لكن بكميات أكبر أحياناً، فيمكن القول إن كل 20 طير يحتاجون لكيلو علف يومياً في حال لم تكن الطيور في موسم تفريخ، بينما تستهلك ضعف هذه الكمية أثناء التفريخ والتفقيس”.

أما فيما يخص المربح الذي تخبئه هذه المهنة يشرح أبو سام: “تكمن المرابح الكبيرة عند المبيع، إذ تتراوح أسعار الحمام بين 10 آلاف لـ 60 مليون ليرة سورية”، وفي إيضاح أكبر بين أبو سام أن سعر “جوز الحمام” كما يسميهم أبناء المهنة المستخدم للأكل “سيكي، براري” يتراوح بين 10 – 20 ألف ليرة سورية.

والأنواع الأخرى الأكثر غلاءً بحسب أبو بسام، تباع بالعملة المحلية بأسعار تبدأ من مليون ليرة وصولاً لـ 60 مليون ليرة سورية ولها تسميات مثل “مساويد سود، بلق، شكالي سود، رمليات سود، قرنفليات سود، ماورديات سود” علماً أن لها ألوان بين أصفر، أسود، أحمر، وليس اللون من يحدد سعرها بل أصلها بين بيروتي أم بغدادي، أم شامي.

وهنا يبين أن أغلى هذه الأنواع هو البزرة الشامية التي تملك صفات وخصائص مميزة مثل طول الساقين، العينين، الأجنحة، والريش الذي يغطي أجنحته فمثلاً المسود الشامي له علامة زهرية وخضراء تكون واضحة في ضوء الشمس، وتوزع الريش في أجنحته يكون بين 7 – 8، ريش سود، وهو أغلى الأنواع وقد يصل سعر الزوج إلى 60 مليون ل.س.

ورغم ارتفاع هذه الأسعار إلا أنه من الممكن أن يبيع المربي حوالي 3 لـ 4 أزواج من الحمام كل شهر، ما يعني أنه لا يزال لها سوق وفقاً لما قاله أبو سام، موضحاً أن هذه الطيور تستخدم للتفريخ أكثر من أن يتم تطييرها في السماء.

بالسعر العالمي:

وأشار أبو سام إلى وجود الحمام الزاجل الذي يباع بالسعر العالمي وفق مزايدات تقام على الانترنت، ويتراوح سعر الزوج من الحمام الزاجل بين 1 – 2 مليون دولار، موضحاً أن هذه المزايدات رغم ندرتها الكبيرة لا تحصل في سوريا بل في دول الجوار وقد يشترك فيها مربو حمام زاجل سوريون وقد تحصل كل عامين مرة.

وأوضح أبو سام أن السبب في هذا السعر المرتفع هو استخدام الحمام الزاجل في السباقات إذ يبدأ السباق في دولة معينة وينتهي في دولة أخرى.

يشار إلى أن سباق الحمام الزاجل يحظى بشعبية كبيرة في دول الجوار كالعراق ودول الخليج كنوع من رياضة الموروث الشعبي والبيئي.

يذكر أن الرئيس بشار الأسد أصدر العام الماضي القانون رقم 14 لعام 2023 الناظم للصيد البري، والذي يهدف لحماية أنواع الطيور والحيوانات البرية واستدامتها، والحفاظ على الأنواع المهددة منها بالانقراض، وتنظيم الصيد البري وفق المعايير والنظم البيئية والضوابط القانونية.

ومنع القانون حجز أو نقل الطرائد الحية من الطيور والحيوانات البرية إلا إذا كان ذلك بهدف تربيتها، وإكثارها، أو تحجيلها، أو بهدف البحث العلمي، وبموجب موافقة مسبقة تمنح من قبل المجلس الفرعي.

وتُحدَّد أنواع الطيور، والحيوانات البرية المقيمة والمهاجرة المسموح باصطيادها بقرار من المجلس، كما يُحدَّد العدد المسموح باصطياده لكل صيَّاد في كل رحلة صيد، والطيور والحيوانات البرية المسموح بتربيتها، وإكثارها بقصد الصيد بقرار من المجلس الفرعي.

حسن العبودي – دمشق

اقرأ أيضاً