خاص || أثر برس حولت سنوات الحصار الذي عاشته مدينة دير الزور الحدائق العامة إلى مقابر لمن قضوا خلال السنوات الثلاث التي عاشتها المدينة المحاصرة من قبل تنظيم “داعش” قبل فك الطوق في ٥ أيلول من العام ٢١٠٨، ونتيجة لعمل أهلي بالتعاون مع مجلس المدينة، بدأت قبل فترة عملية ترحيل الجثامين إلى منطقة المقابر المركزية في المدينة.
يقول رئيس مجلس مدينة دير الزور رائد منديل خلال حديثه لـ “أثر برس”، إن العمل يجري على إعادة تأهيل الحدائق العامة في مدينة دير الزور من خلال مجموعة من الأعمال أهمها ترحيل جثامين من دفنوا فيها خلال فترة الحصار، مشيراً إلى أن العملية سبقها مسح وتأمين لمنطقة المقابر المركزية من مخلفات المعارك التي شهدتها حينما كانت خط اشتباك أول مع تنظيم “داعش”، لفترات طويلة.
الحدائق التي يعمل على ترحيل المقابر منها وتأهيلها هي “بير معجون”، التي بقي فيها ٣٩ رفات لم ترحل، و”المعلمين” وقد بقي فيها ٢٦ رفات، فيما بقي عدد يصل نحو ٤٠٠رفات في المقبرة التي نشأت في حديقة “أبو تمام”، وبنتيجة أن بعض الأهالي غادروا المدينة قبل أن تتم عملية الترحيل، إضافة لوجود قبور مجهولة الهوية، قام مجلس المدينة بتخصيص مساحة تقع بالطرف الجنوبي من المقبرة المركزية وعلى اتجاه “طريق الشام”، لتكون مقبرة خاصة لـ “مجهولي الهوية”، بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والطبية لعملية التوثيق والحفاظ على إمكانية التعرف على رفاة المدفونين في هذا الجزء من المقبرة.
وبحسب منديل، لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد الجثامين التي تم نقلها من قبل الأهالي من الحدائق العامة إلى المقبرة المركزية، كما يوجد حدائق أخرى مازالت تحتوي على عدد من المقابر منها “المشتل – التوبة”، فيما أعيد تأهيل مجموعة من الحدائق العامة منها في أحياء الموظفين والقصور والجورة كـ “حديقة النبلاء – الشهداء – البحتري -النصارى -العطرة”، وتمت عملية إعادة التأهيل من خلال التعاون بين مجلس مدينة دير الزور وعدد من المنظمات الدولية النشطة في المحافظة.
محمود عبد اللطيف – دير الزور