أثر برس

تركيا تتسلّح بالمياه والأوبئة والجفاف يغزون الأراضي السوريّة

by Athr Press Z

تستمر القوات التركية بقطع المياه عما يقارب مليون مدني في الحسكة لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر، عبر تعطيل ضخ المياه من محطة الوحيدة التّي تغذي المحافظة “علوك”، بالرغم من انتشار الأوبئة في تلك المنطقة وأبرزها الكوليرا، حيث تؤكد المنظمات الأمميّة أن استمرار قطع المياه فاقم انتشار الأوبئة.

قطع المياه عن الحسكة، يعتبر واحدة من نتائج تسلّح تركيا بالمياه في الحرب السوريّة، حيث يؤكد المدنيون المقيمون على طول الحدود السورية-التركية أنهم منذ أن أنشأت تركيا الجدار الحدودي مع سوريا لم يعد بإمكانهم الاقتراب من تلك المنطقة للاعتناء بأراضيهم الزراعية وسقايتها.

وفي هذا الصدد، نشر موقع “المونيتور” الأمريكي بياناً أكد خلاله أن هذه المنطقة يعتمد معظم الناس فيها على الزراعة، لكن معظم السكان هناك باتوا يتجنبون الاقتراب من أراضيهم الزراعية خوفاً من تهديدات القصف المتقطع، وضربات الطائرات بدون طيار، وحتى إطلاق النار المباشر من حرس الحدود التركي، حيث أفاد “المونيتور” بأن قطاع الأرض الممتد من الشرق إلى الغرب من منطقة ديريك، على الحدود مع العراق، وصولًا إلى البحر المتوسط، يعتبر أرضاً زراعية رئيسة بسبب ارتفاع مستويات هطول الأمطار ونوعية التربة والمياه الجوفية، لكن الزراعة أصبحت صعبة بشكل متزايد هناك.

وفي هذا الصدد قال أحد مزارعي تلك المنطقة: “على الأرض الأقرب للجدار، قمت بزراعة القمح، لأنه بعليّ ولا أحتاج إلى الذهاب إليه كل يوم، ولأسباب مماثلة، توقف آخرون عن إحضار ماشيتهم للرعي عند أسفل الجدار”، لتضيف امرأة أخرى تعمل في مجال الزراعة: “اعتدنا أن نروي حقولنا في الليل، لكننا لم نعد نجرؤ على الاقتراب من الجدار بعد حلول الظلام، أو حتى السير في الريف خارج القرية، فعندما يكتشفنا الجنود الأتراك، يطلقون النار في الهواء، محذريننا من العودة إلى ديارنا”.

وأوضح “المونيتور” أنه على طول الحدود، تكشف صور الأقمار الصناعية عن تناقض صارخ بين حقول تركيا الخصبة والمروية والأراضي السورية الجافة على بعد بضعة كيلومترات جنوباً”، مضيفاً: أن مزارعي تلك المنطقة “يتصارعون بالفعل مع مجموعة من القضايا، من نقص المياه إلى ارتفاع تكلفة الوقود والأسمدة”، مشيراً إلى أنه “على مدى العامين الماضيين، واجهت سوريا جفافاً تاريخياً وفشلت عدة مواسم حصاد متتالية، ويتفاقم هذا النقص في هطول الأمطار بسبب التوترات السياسية مع تركيا التي بنت عشرات السدود الكبيرة لزيادة قدرتها على الري، وخفض تدفق المياه إلى مصب سوريا والعراق”.

وفي هذا السياق أكد الرئيس المشارك لدائرة البلديات في منطقة الجزيرة في AANES سليمان عرب: أن “المنشآت الأساسية مثل محطات المياه أو المولدات التي تعمل على تشغيل مضخات المياه للآبار، تم استهدافها بشكل مباشر ومتعمّد”، مضيفاً: أن “هناك عشرات القرى التي ليس لديها مياه نظيفة بسبب تدمير مرافق ضخ المياه فيها، كما تم استهداف بعض محطات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى ذلك لا يمكن استكمال العديد من مشاريع المياه والصرف الصحي؛ “بسبب موقعها الجغرافي والتوترات الحدودية، والعاملين في هذه المشاريع مُستهدفُون من قِبل تركيا”، وفقاً لما نقله “المونيتور”.

وفي هذا السياق، أكد الموقع الأمريكي، أنه خوفاً من هجوم عسكري مُحتمل يحجم العديد من السكان عن استثمار الوقت والمال في حقولهم، حيث توقّف معظم المزارعون عن تخزين البذور من حصادهم لموسم الزراعة المقبل، حيث باتوا يفضلون بيع كل ما لديهم.

يُشار إلى أن استخدام الجانب التركي لسلاح المياه في الحرب السوريّة، تسببت بأزمات اقتصادية وصحية عديدة لسكان مناطق شمال شرق سوريا، حيث جفاف أراضيهم الزراعية التي تُعد مصدر رزقهم الأساسي، وانتشار الأوبئة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً