في ظل الاستنفار التركي لمنع حدوث معركة في إدلب، وفي ظل الضغوطات التي تعانيها تركيا من قبل القوات السورية المصرة على المعركة من جهة، ومن “جبهة النصرة” الرافضة لخيار حل نفسها، قررت أنقرة اقتراح خيار جديد يمكن أن يجنب إدلب المعركة هناك.
إذ كشفت صحيفة “الوطن” السورية أن تركيا عرضت على المسؤولين في “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” نقلهم إلى سجون مرفهة فيها كل مقومات الحياة العصرية في تركيا، كمخرج سياسي لمعضلة إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية يجب أن تكون خلال المهلة التي أعطتها روسيا لتركيا للقضاء على وجود “النصرة” في المحافظة مقابل تأجيل العملية.
ونقلت “الوطن” عن مصادر وصفتها بأنها مقربة من “هيئة تحرير الشام” قولها: “إن تركيا أقامت بالفعل سجوناً مرفهة في مناطق حدودية محددة وسرية، وخصوصاً في ولايتي هاتاي وأنطاكيا، وأن بعض قيادات “النصرة” من الصف الثاني من الراغبين بترك عمليات القتال، قبلوا بالصفقة لقاء الحفاظ على حياتهم وانتقلوا خلال الفترة التي أعقبت قمة رؤساء الدول الضامنة لأستانة في طهران إلى تلك السجون التي تتوافر فيها كل مقومات الحياة العصرية”.
وأكدت المصار أن تركيا لجأت في توصيل رسائلها لقيادات “النصرة”، إلى مسلحي الصف الثاني الذين أوصلوا رسائل لهم بعد دخولهم السجون التركية بأنها “مرفهة”، مشيرين إلى إمكانية مشاهدة المحطات الفضائية التي يرغبون بها واقتناء أجهزة اتصال خلوية والتواصل على شبكات الإنترنت اللاسلكية المفعلة من دون وجود رقابة أو التحقيق معهم في أي قضية، أو انتزاع معلومات مهمة منهم.
وحول مصير المسلحين الموجودين حالياً في السجون التركية “المرفهة” قالت مصادر “الوطن”: “أنقرة تستهدف إعادة توظيفهم من جديد في مناطق صراع أخرى مثل ليبيا وسيناء سيساقون إليها بتوافر الظروف المناسبة وإثر غض الدول الكبرى والعواصم الفاعلة في الملف السوري الطرف عنهم ليظلوا ورقة ضغط كبيرة بيد الحكومة التركية في وجه اللاعبين الدوليين والحكومات الأوروبية والعواصم الإقليمية بعد رفض دولهم الأم استقبالهم مجدداً فيها”.
هذا ولفتت المصادر إلى أن تركيا تنوي أن تقترح على المسلحين السوريين الموجودين في “النصرة” أن ينضموا إلى “الجبهة الوطنية للتحرير”.
وأفادت صحيفة “صباح” التركية سابقاً أن أنقرة اقترحت خطة خروج آمن لمسلحي “النصرة” إلى منطقة عازلة تسيطر عليها فصائل معارضة أخرى، شرط أن يسلموا أسلحتهم لـ”تحالف فضفاض” من فصائل معارضة تدعمه أنقرة، وسيُسمح للمسلحين الأجانب في المجموعة بالعودة إلى بلدانهم إذا أرادوا ذلك، ومن يرفض هذا المخطط، فشددت مصادر “صباح” على أنه سيتم استهدافه في عمليات مكافحة “الإرهاب”.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن سجون في تركيا تضم مسلحين من “داعش”، مشيرة إلى أن أخطر عناصر التنظيم والمطلوب الأول في أستراليا يعيش مع عشرات الإرهابيين الآخرين في وحدة سكنية مكونة من طابقين مبنى على طراز غرف نوم في أحد السجون التركية، حراسه لا يحملون حتى البنادق، ونقلت الصحيفة عن مراقب دولي: “يعيش الإرهابي الأسترالي في وحدة سكنية خلف جدران السجن إلى جانب 20 رجلاً لديهم سلطة حرة لدخول المطبخ بالإضافة إلى امتلاكهم غرفة معيشة كاملة مع جهاز تلفاز وساحة كبيرة لممارسة التمارين الرياضية”.