خاص || أثر برس نفّذت القوات التركية على مدار ساعات ليل الأحد، عمليات قصف عشوائية باتجاه بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وصولاً إلى قرية “عين دقنة” المتاخمة لها، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة لحقت بممتلكات المدنيين.
وقالت مصادر “أثر” بأن القوات التركية انطلاقاً من قاعدتها العسكرية المتمركزة في قرية “كيمار” جنوب منطقة عفرين، بادرت إلى تنفيذ قصف مدفعي عشوائي باتجاه أطراف تل رفعت، حيث سقطت جميع القذائف التركية بين منازل المدنيين القاطنين على أطراف البلدة، متسببة بأضرار مادية ودمار كبير لحق بعدد من المنازل.
وبيّنت المصادر أن أهالي البلدة وفور سقوط القذيفة الأولى، سارعوا للنزوح والاتجاه نحو المناطق البعيدة عن مرمى القصف التركي، ليحول ذلك التحرك السريع من الأهالي دون تسجيل أي خسائر بين صفوفهم، فيما امتد القصف لاحقاً ليصل إلى قرية “عين دقنة” وتحديداً إلى الأراضي الزراعية المحيطة بها، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمحاصيل.
واستمر القصف التركي على مدار ساعات الليل وحتى حلول فجر اليوم الاثنين، قبل أن يعود الهدوء الحذر ويسيطر على مناطق ريف حلب الشمالي من جديد، مع حلول الصباح.
وفي سياق متصل بالجرائم والانتهاكات التي تنفذها تركيا ومسلحوها بحق أهالي المناطق الخاضعة لسيطرتهم، أفاد مصدر محلي من منطقة عفرين لـ “أثر” بخروج محطة مياه “كيلا” التي تغذي عدداً كبيراً من القرى التابعة لناحية “بلبل” شمال منطقة عفرين، عن الخدمة، بفعل الانتهاكات التي ينفذها مسلحو تركيا في المنطقة.
وأوضحت المصادر، بأن المحطة خرجت عن الخدمة بشكل كامل خلال الساعات الأربعة وعشرين الماضية، بعد تنفيذ مسلحين تابعين لتركيا، عملية سرقة واسعة النطاق استهدفت أجزاء المحطة ومعداتها، بما فيها البطاريات والمولدات الكهربائية التي تعمل بها، الأمر الذي أدى إلى توقف المحطة عن ضخ المياه بشكل مباشر.
وتسبب خروج المحطة بانقطاع مياه الشرب عن عدد كبير من القرى التابعة لناحية بلبل، الأمر الذي دفع بالسكان المحليين للجوء إلى آبار المياه المنتشرة في أراضيهم، والاعتماد عليها كمصدر لشرب المياه، رغم عدم التأكد من مدى سلامة مياه تلك الآبار على صحتهم.
ونوهت المصادر بأن خروج المحطة عن الخدمة، ليس الأول من نوعه الذي يحدث بسبب انتهاكات مسلحي تركيا، حيث كان عمل المسلحون خلال العامين الماضيين على سرقة تجهيزات المحطة عدة مرات، ما تسبب بخروجها عن الخدمة في وقت سابق، قبل أن تتدخل منظمات إغاثية تركية، وتتمكن من وضع تجهيزات جديدة وتشغيل المحطة.
وأشارت المصادر إلى أن العطل الحالي، يعتبر الأعقد فعلياً لعدة نواحٍ، أبرزها الحجم الكبير من التجهيزات التي سرقها المسلحون، إضافة إلى أن تركيا باتت عاجزة عن تأمين عمل المنظمات الإغاثية ضمن مناطق نفوذها، في ظل الهجمات والسرقات التي اعتاد مسلحو الفصائل على تنفيذها لسرقة التجهيزات والمعدات وصولاً إلى المساعدات الإغاثية التي يتم إرسالها إلى أهالي تلك المناطق.
وتسعى تركيا في الوقت الحالي، وفق ما نقلته المصادر، إلى الضغط على مسلحيها بهدف الوصول إلى التجهيزات واستعادتها لإعادة تشغيل المحطة، وخاصة بعد أن تمكنت القوات التركية من الوصول إلى هوية الفاعلين، الذين تبين أنهم تابعين لما يسمى فرقة “العمشات“، والذين ما يزالون ينكرون أي صلة لهم بتنفيذ السرقة.
زاهر طحان – حلب