نشر مركز “كارنيغي” للدراسات تحليلاً حول السياسة التي تنتهجها تركيا في سوريا، أشار خلاله إلى توسّع دائرة الاستهدافات التركية والهدف الحقيقي لأنقرة من هذه الاستهدافات.
ولفت التحليل إلى أن الشمال السوري شكّل نقطة التقاء للطموحات الإقليمية التركية موضحاً أن “بعد تنفيذ أربع عمليات توغّل عسكري في الأراضي السورية بين العامَين 2016 و2020، سيطرت تركيا على مساحات واسعة من الأراضي لتحييد التهديد المتأتي من حزب العمّال الكردستاني، وهو مجموعة مسلّحة من المتمرّدين الأكراد المنتشرين جنوب الحدود التركية، في سورية والعراق على السواء”.
ونّوه التحليل إلى الحملة الأخيرة التي شنتها القوات التركية على مناطق شمالي شرق سوريا، موضحاً أن “الهجمات التركية لم تعد موجّهة ضدّ أهداف عسكرية فقط بل باتت تستهدف البنية التحتية المدنية، على غرار مصافي النفط ومحطات الطاقة، التي يُعتقد أنها تدرّ الإيرادات لحزب العمّال الكردستاني”.
واعتبر التحليل الذي نشره مركز “كارنيغي” للدراسات أن توسّع دائرة القصف التركي واستهداف البنى التحتية بدل المقرات العسكرية التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” هو “تغيّر في الاستراتيجية التركية”، معتبراً أن هذا التغيّر “قد يؤدّي إلى حدوث تصادم بين تركيا والقوى الأخرى التي تضطلع بأدوار في سوريا، مثل روسيا والولايات المتحدة”.
وخلُص التحليل إلى أن أنقرة لم تتخلَ عن أهدافها في سوريا وهي إقامة “منطقة آمنة” على طول الحدود التركية- لسورية، والتوصّل إلى طريقة وتوطين جزءٍ من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا فيها.
وشنت أنقرة في 13 كانون الثاني الفائت، حملة جوية خلقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية السورية في قطاعي الكهرباء والنفط، شمالي شرق البلاد، ووفق ما أكدته مصادر “أثر” فإن المسيّرات التركية دمّرت محطات تحويل الكهرباء في “القحطانية والقامشلي وشمال القامشلي والدرباسية وعامودا، ومنشأة التوليد في السويدية” ما تسبب بخروجها عن الخدمة.
وفي الأسبوع الأول من كانون الأول الفائت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة له بعد اجتماع الحكومة التركية برئاسته: “قريباً سننظف منطقة تل رفعت وغيرها من المناطق في الشمال السوري من المنظمات الإرهابية (الوحدات الكردية)”، موضحاً “سنؤمن في نهاية المطاف المناطق القريبة من حدودنا حيث يتجمع الإرهابيون وخاصة تل رفعت” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
ونفذت القوات التركية ثلاث عمليات عسكرية (درع الفرات – غصن الزيتون – نبع السلام ) في سوريا شمال شرقي سوريا، سيطرت إثرها على عدد من المدن والأراضي السورية.
وعام 2019 أعلن الرئيس التركي أنه ينوي إنشاء منطقة آمنة عند الحدود السورية- التركية وبعمق 30 كم باتجاه الأراضي السورية.