يواصل المحللون في الصحف الغربية والعبرية الحديث عن تداعيات شراء تركيا لمنظومة “إس 400” الروسية وأبعاد ومسببات هذا القرار، حيث نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” مقالاً بعنوان “حان الوقت لإنهاء عضوية تركيا في حلف الناتو”.
وتقول الصحيفة إنه “في الأعوام الستة عشر منذ تولي رجب طيب أردوغان سدة الحكم في تركيا، أظهر أنه يجيد التلاعب بالمواقف في تعامله مع الغرب”.
وترى الصحيفة أن أردوغان يتلاعب برغبة أوروبا في الحفاظ على علاقات وثيقة مع دولة تعتبرها ذات أهمية جيوسياسية كبيرة لتحقيق أجندته الخاصة وهو على ثقة أن أوروبا ستسعى دائما للحفاظ على صلات ودية مع أنقرة.
وتضيف أنه في الوقت الذي كانت الأولوية القصوى لأوروبا هي التصدي للجماعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم “داعش”، استمر أردوغان في دعم تلك الجماعات، مثل الإخوان المسلمين.
وتقول الصحيفة أيضاً إنه وردت تقارير عن أن تركيا تدعم جماعات موالية “للقاعدة” في الحرب السورية، وتضيف أنه “على الرغم من كل ما سبق فإن رغبة أوروبا في الإبقاء على ود تركيا وإبقائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيجعل الغرب يتغاضى عن الأفعال الاستفزازية التي تقوم بها الحكومة التركية”
وتشير الصحيفة إلى أن اعتقاد أردوغان الراسخ أن موقع تركيا الهام من الناحية الجيوسياسية سيسمح له بالتصرف كما يحلو له هو ما جعله يشتري نظاماً دفاعياً جوياً متطوراً من روسيا.
وتضيف الصحيفة أن منتقدي صفقة السلاح الروسي لتركيا يرون أن شراء أنقرة لأسلحة مصممة خصيصاً لإسقاط طائرات “الناتو” يثير أسئلة عن مدى التزام تركيا بعضويتها للحلف.
“إسرائيل” تخشى من “إس400”
وفي سياقٍ متصل كتب موقع “ديبكا” العبري أن تركيا حصلت على أول دفعة من بطاريات صواريخ “إس 400” الروسية ، وبأنه حان الوقت لفرض عقوبات قاصمة على تركيا، واهتم الموقع الاستخباراتي، المعروف بقربه من جهاز الموساد “الإسرائيلي”، بالتأكيد على أن ترامب وإداراته الأمريكية شددوا مراراً على فرض عقوبات على تركيا، كونها لم تمثل للشروط الأمريكية.
في حين قالت القناة العبرية الثانية: “إن تركيا قد أعلنت عن وصول دفعات أو شحنات من بطاريات المنظومة الدفاعية الروسية “إس 400” إلى قواعد عسكرية في العاصمة أنقرة، وذلك مع التغاضي عن التحذيرات الأمريكية الكثيرة حول هذا الأمر، وكأن تركيا لم تعبأ بتلك التحذيرات الأمريكية “.
وأكدت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أنه “ليس الولايات المتحدة الأمريكية وحدها التي أعلنت عن غضبها المسبق لحصول تركيا على تلك المنظومة الروسية، وإنما هناك دول أخرى في حلف الناتو ربما أعلنت عن غضبها، دون الإفصاح عن ذلك علانية”
وكانت تركيا قد أعلنت قبل أيام وصول الدفعة الأولى من منظومة “أس400” الروسية للدفاع الجوي إلى الأراضي التركية وسط حالة من الترقب لطبيعة الرد الأمريكي على هذا الخطوة التركية.