جعل الوجود العسكري التركي غير الشرعي في العديد من الدول العربية والذي أثّر إلى حد كبير على استقرار هذه الدول، إضافة إلى توتر العلاقات بين أنقرة وبعض الدول الغربية، جعل السؤال حول مستقبل تركيا وعلاقاتها الخارجية يتصدر الصحف العربية والغربية، لا سيما في الوقت الذي يقترب فيه جو بايدن من استلام سدة الحكم في الولايات المتحدة.
حيث نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية:
“برحيل ترامب، خسر أردوغان حليفاً قوياً له، ومن المتوقع أن تكون إدارة بايدن أكثر صرامة فيما يتعلق بسجل أردوغان في حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.. استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن مكانة حزب العدالة والتنمية تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ 19 عاماً، وهي الفترة التي تزعم فيها هذا الحزب السياسة التركية، حيث أن شعبيته تحوم حول 30%، الأمر الذي يشير إلى أن تحالف الحزب مع حزب الحركة القومية سيفشل في تأمين نسبة 50% من الأصوات اللازمة لفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية”.
ولفتت صحيفة “أحوال” التركية إلى الخلافات المنتظرة بين إدارة بايدن وتركيا، فقالت:
“تجاهل بايدن لرسالة التهنئة التي سبق أن أرسلها له أدروغان يكشف عمق الأزمة التي تنتظر تركيا في المستقبل، كما أنها تعري الخلافات بين إدارة بايدن المنتظرة وتركيا.. حيث اتخذ بايدن بعض المواقف القوية ضد سياسة تركيا الخارجية في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، ووصف أردوغان بأنه “مستبد” خلال فترة الانتخابات التمهيدية الرئاسية في عام 2019″.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “العرب” اللندنية، تقريراً مطولاً تناول مستقبل تركيا جاء فيه:
“على الرغم من المشكلات المالية الداخلية من ارتفاع التضخم وتراجع القوة الشرائية والعلاقات المتوترة مع الحلفاء الغربيين، لا يزال أردوغان يجد الوقت بطريقة ما لمواصلة اشتباكات عسكرية طموحة في البعض من أشد مناطق الصراع ضراوة في العالم، دون اكتراث لتبعات سياساته على الداخل التي أنهكت الاقتصاد، وبلامبالاة مستمرة لأثر مقامرته العسكرية على أمن واستقرار دول المنطقة العربية.. ويتواجد الجيش التركي حالياً في 12 دولة على الأقل، ويحتفظ بقواعد في الصومال وقطر وينخرط بشكل مباشر في صراعات حيّة في كل من سورية وليبيا، ويشكل الحضور التركي عائقاً أمام كل محاولة جدية تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية نهائية تعيد الاستقرار إلى هذه الدول، ومع ذلك، هناك بصيص أمل يلوح في الأفق بالنسبة إلى مغامرات أردوغان العسكرية، يتمثل في الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي من المرجح أن يدعم تركيا في سورية وليبيا بينما يشجع جهود السلام في جنوب القوقاز”.
يبدو أنه ووفقاً لمراقبين فإن الخطر في المرحلة المقبلة لا يحيط فقط بمشاريع مستقبلية لأردوغان، وإنما يطال أيضاً مكاسب كان قد حققها سابقاً.