ارتفعت حدة التوتر مؤخراً بين تركيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من جهة أخرى بعدما أغلقت بعض الدول الغربية سفاراتها في إسطنبول، بذريعة تخوّفهم من وجود تهديد “إرهابي”.
الإجراء الأمريكي والغربي زاد من الجنوح التركي نحو الشرق أي نحو روسيا، واعتبر بعض المسؤولين الأتراك أن هذه الخطوة الأمريكية والغربية قد يلحقها المزيد من التصعيد، وبهذا الصدد نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها في أنقرة أن مسؤولين في أنقرة أبدوا غضبهم إزاء التحركات الأمريكية، وشنوا تصريحات عنيفة ضد الدور الذي تلعبه واشنطن، ملمحين إلى حصولهم على معلومات حول ما يجري التخطيط له قبيل الانتخابات، ولا سيما أن المؤشرات تؤكد بأن المعارضة التركية تعول على الدعم الأمريكي الغربي لها في هذه الانتخابات، وقال في هذا الصدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “إذا كان هناك تهديد إرهابي، ألا ينبغي لحليفنا أن يبلغنا عن مصدر هذا التهديد ومن يقف خلفه؟”، متهماً تلك الدول بتنفيذ خطوات متعمدة، وأضاف “نعلم أن بعض البلدان أخبرت غيرها بالمشاركة في عملية الإغلاق، ونحن قمنا بالتحذيرات اللازمة، وإذا توجهوا إلى مثل هذه الأساليب لاحقاً من دون مشاركة معلومات ووثائق ملموسة، فسيكون لنا خطوات إضافية سنتخذها تجاههم”.
وبدوره قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، خلال في لقاء تلفزيوني: “أقول للسفير الأمريكي، أبعد يديك القذرة عن تركيا، أعرف بوضوح ما قمت به، وما الخطوات التي اتخذتها، وكيف تريد إثارة الفوضى”.
ووفق لما نقلته “الوطن” عن مصادرها فإن الخطوات التي تحدث عنها صويلو دفعت أنقرة لطلب تسريع خطوات التقارب مع دمشق، وهو ما كشفته التصريحات الروسية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأمس عن اجتماع مرتقب على مستوى الوفود العسكرية لسوريا وروسيا وتركيا خلال الشهر الجاري، وقالت الوزارة في بيان لها: “لا توجد بعد مواعيد لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث، لكن المشاورات جارية”.
وأشارت “الوطن” إلى أن اللقاء الذي تحدثت عنه الخارجية الروسية بخصوص الوفود العسكرية سيجري منتصف شباط الجاري، مشيرة إلى أنه “وفقاً لنتائج هذا اللقاء سيتم تحديد ما إذا كانت ستجري لقاءات سياسية لاحقة أم لا، واصفة اللقاء العسكري المرتقب بالمهم جداً لجهة تحديد مصير مسارات التقارب المستقبلية بين سوريا وتركيا”.
يشار إلى أن الجانب السوري أكد سابقاً أنه لن يطرأ أي تطور على المسار الدبلوماسي بين سوريا وتركيا قبل أن تُقدم تركيا على خطوات ميدانية جديّة في سوريا، وفي هذا الصدد أفادت بعض التقارير الصحفية إلى أن تركيا متجهة خلال هذه المرحلة إلى إعادة فتح طريق M4 مشيرة إلى انسحاب القوات التركية من قرية قسطون بريف إدلب، وفي هذا الصدد أكد خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة أويتون: “إن فتح M4 هو أحد الإجراءات التي يمكن أن تتخذها أنقرة لبناء الثقة في محادثاتها مع سوريا”، وكذلك أكد سابقاً أستاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله، أن الإصرار التركي على التقرّب من دمشق ليس قراراً تكتيكياً، لافتاً إلى أن هذا المسار جدّي لكن سوريا ليست بصدد تقديم هدايا مجانية لتركيا، لافتاً إلى أن تركيا متجهة نحو إعادة فتح M4.