لا تزال التناقضات في التصريحات بين أمريكا وتركيا حول الوضع في سوريا واضحة، ففي بداية عملية “غصن الزيتون” أكدت تركيا أنها لاتريد زعزعة علاقاتها مع أمريكا، وبعد أيام تهدد أن الجنود الأمريكيين في منبج سيكونوا هدفاً لقواتها إن لم يخرجوا منها.
المتحدث باسم “التحالف الدولي” راديان ديلون شدد على أن القوات الأمريكية باقية في منبج، واليوم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “التحالف الدولي” في الكويت: “ندرك المخاوف الأمنية لتركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي وسوف نقف إلى جانب حليفتنا في “الناتو” في حربها ضد الإرهاب”.
وفي الوقت ذاته قال وزير الخارجية الأمريكي: “إن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد “داعش” لا يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا هزيمة دائمة بالتنظيم الإرهابي” في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية حتى وإن تم الإعلان على القضاء على التنظيم بشكل نهائي.
هذا التناقض في التصريحات الأمريكية يشير إلى سيناريوهات جديدة تريد أمريكا وتركيا تطبيقها على الأراضي السورية، خصوصاً وأن تصريح تيلرسون يأتي بالتزامن مع الحديث عن تنسيق بين تركيا وروسيا حول محافظة إدلب، سياسياً وعسكرياً.
لكن كل متابع للمشهدين السياسي والميداني والمهتم بهما يثار لديه العديد من التساؤلات، أولها ماذا يريد تيلرسون من دعمه لتركيا؟ وكيف ستتعامل معه الأخيرة؟، وغيرها العديد من الاستفسارات التي لا تزال بحاجة لتوضيح.
يذكر أن القوات التركية تشن عملية عسكرية على عفرين شمالي سوريا، استهدفت فيها العديد من المناطق السكينة والمرافق الخدمية، وكان آخرها اليوم قصف محيط مشفى عفرين مما تسبب بوقوع عشرات الجرحى من المدنيين.